مما لا شك فيه أن العلاقات الاجتماعية تعتبر شبكة متداخلة تحتضن العديد من أنماط الشخصيات التي قد تساهم في نجاح الفرد والوصول لمبتغاه، وردم بئر الوحدة لدى البعض الذي يخشى ذلك، فتجده يشبع الزوايا الفارغة في حياته بعلاقات مختلفة ليهرب من ذلك الشعور، وهذا ما قد يجعله يدخل في دوامة قد تسلبه الراحة النفسية وتهدر طاقته، فبالرغم من أن العلاقات بين البشر هامة، إلا أن منها ما يعتبر «سامًا» إن لم نحسن الاختيار، وقد نشعر بأننا نسعى ونعمل ونحاول الإنجاز بشتى الطرق، ولكن لا نصل إلى ما نريد في نهاية المطاف، ونبحث عن السبب وراء ذلك، ولا ننتبه بأنه قد يكون السبب هم من حولنا، أولئك الذين يسممون أفكارنا بسلبياتهم فيجعلونا نخفق في بعض الأعمال، ويتغذون علينا بسحب بساط الطموح من تحتنا من خلال الاستخفاف بها والنيل من أفكارنا بالسخرية والتهكم، هنا فقط عليك أن تسحب نفسك بكل هدوء من هذه العلاقة بكل هدوء، فمن غير المعقول أن تشتريهم وتبيع «راحة بالك».
المطلوب مقارنة موضوعية وتصفح «دفتر العلاقات» لمعرفة إيجابيات هذه وسلبيات تلك، ووضع الحدود في بعضها إن لم نستطع قطعها لصلة قرابة أو ما شابه، وبتر كل علاقة تشعر بأنك غير ملزم بها ما دمت تجدها مجرد حجر عثرة في طريقك أكثر من كونها سراجا ينير لك الدرب، ولا تسمح لأحد أن يجعلك تلهث وراء التبرير وتحسين صورتك أمامه، فمن يحبك سيتقبلك بحالتك السيئة قبل الجيدة، فلا تهدر عليه صبرك الذي من المفترض أن تدخره للوصول لهدفك لا لمن يحاول أن يبعدك عنه.