كبقية المدن والقرى في بلادنا احتفلت الأحساء بمدنها وقراها باليوم الوطني كأجمل ما يكون الاحتفال، المعبر عن مشاعر المواطنين تجاه الوطن الحبيب، وانتشرت عبارات التهاني في كل مكان في الأحساء، حتى جدران بعض أحياء مدن وقرى الأحساء اكتست باللون الأخضر، وتزينت بالعبارات الصادقة في تعبيرها عن الأفراح والتهاني بهذه المناسبة الغالية على قلوب جميع المواطنين، وفيها يستعيد المواطن أمجاد الوطن التي رسم ملامح خطوطها الأولى آباؤه وأجداده، بعد أن أرسى قواعدها المؤسس الراحل عبدالعزيز، طيب الله ثراه، لتتواصل حركة البناء التي قام ويقوم بها أبناء الوطن، فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، في ظل قيادة حكيمة آلت على نفسها المضي في طريق تحقيق الآمال الكبيرة والطموحات الضخمة التي يأمل الجميع الوصول إليها، في ظل مجتمع آمن ومستقر، واقتصاد قوي ومزدهر، وإلى جانب المؤسسات الحكومية أسهمت المؤسسات الأهلية في هذا الاحتفال الكبير، كما قدمت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بعض الفعاليات التراثية والعروض السينمائية، وساهمت مجالس الأسر الكبيرة في الاحتفال بهذه المناسبة، وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الاحتفال باليوم الوطني، وهذا ما نشاهده في كل عام، حيث يزداد الاحتفال باليوم الوطني تألقاً شكلاً ومضموناً عاما بعد عام في كل أرجاء الوطن.
وتوجت احتفالات الأحساء باليوم الوطني بالبرنامج الضخم الذي نفذه نادي الأحساء الأدبي، بحضور جمهور كبير من المواطنات والمواطنين، إضافة إلى معرض الصور الفوتواغرافية «وطن وتاريخ»، ولم يكن الشعر غائبا عن هذه المناسبة، وقد بدأ النادي احتفالاته باليوم الوطني بندوة كبرى بعنوان «السعودية 89 مسيرة إنجاز وعطاء» بالتعاون مع منتدى الخبرة السعودي، شارك فيها عدد من أعضاء المنتدى، حيث ناقش المنتدون محاور هامة، منها التكيف مع مبادرات التحول الوطني، واستراتيجية الأمن الوطني للمملكة وفق رؤية 2030، وسياسة المملكة المتوازنة تجاه قضايا الساعة من خلال عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية، تحقيقا للأمن الإقليمي والسلام العالمي، وكانت آخر محاور هذه الندوة هو تعزيز الأمن الفكري والانتماء الوطني كهدف استراتيجي لرؤية 2030 وقد أثارت محاور هذه الندوة مناقشات بين بعض المختصين.. أثرت الندوة وأفادت الحضور لأهميتها وارتباطها بحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز.
ولا شك أن هذا المهرجان الخطابي والفني الكبير، كان نتيجة جهد مكثف بذله رئيس النادي وفريق العمل معه، وهو جهد يضاف إلى جهود أخرى حققها النادي في مواسمه العديدة، وبتنوع يسهم في إثراء الساحة الثقافية في بلادنا بالرائع والجميل من الأعمال الثقافية المتنوعة والمتميزة.
وفي ليلتين متواليتين قدم النادي درة نشاطه في هذه المناسبة وهو أوبريت من الشعر الفصيح بعنوان «قوافل المجد» شاركت في تقديمه مجاميع أطفال وشباب أظهروا براعة ملحوظة في حسن الأداء والانسجام والتفاعل مع كلمات الأوبريت وفصوله، وقد أثمر التعاون بين أركان هذا العمل إنتاجاً فنياً جميلاً، أقبل عليه الجمهور بشغف كبير، وهم: المشرف العام على الأوبريت د. ظافر الشهري، وكاتبة النص الشاعرة منى عايض البدراني، والمخرج خالد الخميس والملحن محمد الرويشد ومدير المسرح عبدالرحمن الجمعان، ومعهم الأطفال والشباب الذين أتقنوا أدوارهم بشكل ملحوظ، كما شاركت العرضة في ختام الأوبريت، حيث تلاحم الشعر الفصيح بالشعبي، الذي هو عنصر أساس في أناشيد العرضة، وأبدعت فرقة «سيالة» للفنون الشعبية بالطرف في أدائها، وكانت متواجدة طوال أيام الاحتفال لتقدم لوحاتها الفلكلورية الجميلة. كما وزع النادي بهذه المناسبة كتاب «إبراهيم خفاجي.. شاعر الناس والوطن» تأليف: أ. د. ظافر بن عبدالله الشهري.
ولا شك أن هذا المهرجان الخطابي والفني الكبير، كان نتيجة جهد مكثف بذله رئيس النادي وفريق العمل معه، وهو جهد يضاف إلى جهود أخرى حققها النادي في مواسمه العديدة، وبتنوع يسهم في إثراء الساحة الثقافية في بلادنا بالرائع والجميل من الأعمال الثقافية المتنوعة والمتميزة.