وقال المختص بالآثار والتراث عبدالإله الفارس، إن ينبع النخل قصة تاريخية، وضعت نفسها على الخريطة الوطنية والسياحية والثقافية، فهي من أهم الواجهات الغربية التي يتوافد منها الحجاج، إضافة إلى القوافل التجارية بين الشام ومكة المكرمة.
وأوضح أن اسم ينبع اشتق من الينابيع المتوافرة فيها، والتي تزيد بحسب الروايات التاريخية لأكثر من 99 عينًا، وجاءت النخل مرادفة لينبع، وانتشر النخيل في كل قرى المدينة الممتدة لأطراف ساحل البحر الأحمر، فشكّلت نقطة مفصلية في طرق التجارة للشام ومصر قبل 1400 عام، ونما هذا الدور مع انتشار الإسلام وقدوم الحجيج عبر ينبع النخل.
» قري وأسواق أثرية قديمة
وأضاف الفارس: «تشتهر ينبع النخل بالقرى التاريخية، ومنها قرية السويق، والتي تُعدّ من أكبر قرى ينبع النخل، وتشتهر بسوقها المعروف بسوق الثلاثاء، وفيها مركز الحكومة، والمسجد الجامع، وقرية اليسيرة، وقرية البثنة، وقرية خيف حسين، وهي آخر حدود قرى ينبع النخل القديمة، وقرية سويقة ويسكنها القادة من حرب وعدد من جهينة، قرى خيف فاضل وعين جديد وعين الحارثية، وقرية الجابرية ويسكنها عدد من قبائل جهينة وغيرها من القرى الأثرية القديمة، إضافة إلى شهرتها بالأسواق القديمة، ومنها سوق الجابرية والسويقة، الذي كان أحد المراكز التجارية المهمة في العهد القديم، لكثرة منافذ البيع، وسوق الإثنين، الذي كان مسرحًا لرواج البضائع القادمة من الشام».
» عيون وجبال
وأشار إلى أن ينبع النخل تتميز بالعيون، وتعتبر من أشهر القرى في تاريخ الجزيرة العربية بكثرة المزارع، ووفرة المياه، وبحسب كبار السن فإن «لكل خيف عين»، حيث كان المكان يضم أكثر من 99 عينًا، إلا أن تلك العيون جفت خلال السنوات الماضية، بسبب انقطاع الأمطار الغزيرة عنها، ومن أشهر عيونها، عين الجابرية، وعين عجلان، وعين الفجة، وعين العلقمية، إضافة إلى شهرة جبالها، ومنها جبل رضوى في ديار جهينة أحد أعظم وأشهر جبال الحجاز، ويُضرب به المثل في الشموخ ويقع شمال ينبع النخل ويبلغ ارتفاعه 2170م.