قبل أيام كشفتم عن تورط قادة النظام في اتخاذ القرار باستهداف منشآت النفط في السعودية كيف توصلتم إلى ذلك؟
حصلنا على المعلومات من منظمة مجاهدي خلق من داخل النظام نفسه، وأشارت المعلومات إلى أن القرار اتخذ من قبل مجلس الأمن الأعلى برئاسة حسن روحاني وحضور محمد جواد ظريف في 31 يوليو 2019.
وحضر اللقاء كبار قادة الحرس الثوري، مثل حسين سلامي، قائد قوات الحرس، قاسم سليماني، قائد قوة القدس، اللواء الحرسي غلام علي رشيد، قائد القاعدة المركزية لخاتم الأنبياء (فوج العمليات العسكرية العليا)، العميد الحرسي أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجيوفضائية في الحرس، وكلف خامنئي كلا من رشيد وحجي زاده بالمهمة.
ألا تعتقد أن هناك قوى إقليمية لا ترغب بسقوط نظام طهران وتساعده على الالتفاف على العقوبات؟
لقد حاول النظام الإيراني دائما التحايل على العقوبات باستخدام دول أخرى، وحاول أيضا خلق انطباع خاطئ، خاصة بالنسبة لدول الجوار، بأنه إذا تمت الإطاحة بالملالي، فستواجه الفوضى والاضطرابات، مثل سوريا والعراق، مما يعرض جيرانها للخطر ويهدد أمنهم، لذلك هناك كذبتان كبيرتان في كلام هذا النظام، أولا: لقد كان أكبر خطر طوال أكثر من 30 عاماً هو هذا النظام ذاته بتوجيهه للإرهاب وتدخلاته، ثانيا: على عكس سوريا والعراق، هناك قوة مقاومة إيرانية قوية في الداخل جمعت معظم القوة السياسية الرئيسية، بما في ذلك مجاهدي خلق، داخل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ 1981.
النظام الحاكم لديه بديل معترف به دوليا، ذو مصداقية محلية ودولية كبيرة ويمتلك أهدافا وبرنامجا محددا.
وبالطبع، كل مخاوف النظام هي من هذا البديل القوي.
كيف تنظرون للموقف الأوروبي من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي؟
- كانت السياسة التي اتبعها الغرب لسنوات عديدة مع النظام الإيراني هي سياسة التهدئة والاسترضاء المدمرة التي أدت إلى إطالة عمره في ضرر الشعب الإيراني والأمن والسلم الدولي والإقليمي، الآن فشلت هذه السياسة تمامًا والنتائج الكارثية أمامنا، وقد دفع شعب إيران والمنطقة أبهظ الأثمان لهذه السياسة الفاشلة.
ما مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للتنسيق بين قوى المعارضـة؟
- دعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى جمع وتنسيق جميع القوى المعارضة للنظام، ووافق على «خطة جبهة التضامن الوطني للإطاحة بالطغيان الديني» التي تشمل الفقرات التالية:
1- يعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مع التأكيد على التزام أعضائه ببرنامج المجلس والحكومة المؤقتة، والخطط والمقررات والهيكل السياسي للمجلس، عن خطة جبهة التضامن الوطني للإطاحة بطغيان الملالي وعلى استعداد في هذه الجبهة للتعاون مع القوى السياسية الأخرى.
2 - تضم جبهة التضامن الوطني القوات الجمهورية التي تناضل من أجل الإلغاء الكامل لنظام ولاية الفقيه وجميع فصائله وأجنحته الداخلية، ومن أجل إحلال نظام سياسي ديمقراطي مستقل قائم على فصل الدين عن الدولة.
وتعتبر جبهة التضامن الوطني أن الدعاية لصالح الملالي أو أي جناح من أجنحته والتفاوض وإقامة علاقة معهم خط أحمر لمناضلي الحرية وحدود وثوابت وطنية للإيرانيين في مواجهة حكم الملالي، وهذا يعتبر معيارا لتحديد الأصدقاء والأعداء، ومعيارا لتنظيم العلاقات مع جميع الأفراد والتيارات السياسية.
3 - يعلن متطوعو العضوية في الجبهة التزامهم بالمادة رقم 2 من هذه الخطة.
وكما تعلمون في المجلس الوطني للمقاومة منذ أكثر من 30 عاما، اتحدت 7 مجموعات ومنظمات تحمل وجهات نظر مختلفة في بوتقة واحدة.
هل من الممكن تشكل العقوبات الأمريكية تهديدا جديا للنظام ؟
- هذه العقوبات، التي تأخر تطبيقها ضد النظام وسلوكه ونهجه المدمر بشكل هائل، كان لها تأثير خطير على تمويله لتعزيز أهدافه القمعية والإرهابية وتوسيع رقعة التطرف الديني، إن اقتصاد الملالي على وشك الانهيار بسببها، وكذلك هناك الفساد والنهب المستشري؛ ويعترف الملالي بأن الوضع الاقتصادي لحكومتهم لم يكن أبدا متأزماً لهذا الحد.
ما مدى تأثير تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية على نظام الملالي؟
- كان إدراج قوات الحرس خطوة ضرورية كان يجب أن تتم قبل ذلك بكثير، وينبغي إدراج وزارة الاستخبارات في القائمة الإرهابية، وينبغي أن يدرج الاتحاد الأوروبي قوات الحرس ووزارة الاستخبارات في قائمتها الإرهابية، فالنظام الإيراني يواجه عقوبات صارمة، خاصة في مجال مبيعات النفط والأعمال المصرفية.
بيد أن سياسات نظام الملالي ووجهت بالصمت والسكوت من قبل المجتمع الدولي حتى الآن، أصبح النظام أكثر جرأة، ولكن مع الضغط المتزايد على النظام، أصبح هذا النظام أكثر عرضة للتهديدات، وخاصة من داخل إيران.
هل من الممكن أن تتجدد الانتفاضة ونشهد تحركات شعبية كبيرة ضد النظام تقود إلى إسقاطه؟
- نعم، الوضع في إيران انفجاري للغاية، والتوجه بدأ في أواخر ديسمبر 2017 وانتشر بسرعة إلى أكثر من 160 مدينة في جميع أنحاء البلاد، ومن الواضح أن الناس أوصلوا مطلبهم في إسقاط النظام بشكل تام لمسامع الجميع من خلال ندائهم بشعار «أيها الإصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهت القصة»، قد أظهر مسؤولو النظام بشكل مستمر قلقهم المتزايد من الوضع الانفجاري وأن هناك مستقبلا أسود ينتظر هذا النظام.
قاربت رئاسة دونالد ترامب على الانتهاء وإيران ما زالت تعربد، كيف سيكون الأمر حال عاد الديموقراطيون للحكم؟
- إن ما سيحدث في أمريكا يتعلق بالناخبين الأمريكيين، لكن ما يمكنني قوله هو «إن سياسة التهدئة الغربية فشلت بعد أكثر من ثلاثة عقود مع النظام الإيراني، لأنه على عكس كل منظري الاسترضاء مع نظام ولاية الفقيه، لا تملك ولاية الفقيه القدرة على التحول إلى نظام معتدل ووسطي»، ومن المستحيل تماما إجراء مثل هذا التغيير في سلوك النظام، الأمر الذي يصفه خامنئي بتغيير النظام.
لذلك، بغض النظر عمن يحكم في البيت الأبيض، فإنهم يواجهون نظاما من العصور الوسطى نظام ولاية الفقيه ولا يريده الشعب الإيراني، واستمراره في البقاء على قيد الحياة ممكن فقط من خلال القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والحروب للمنطقة والعالم باستخدام البرنامج الصاروخي وأسلحة الدمار الشامل.
لماذا برأيكم لا تجدون الدعم الدولي اللازم لإسقاط النظام؟
- نحن لا نعتمد على أحد لإسقاط نظام الملالي بل نعتمد على مقاومتنا وشعبنا، وخلال 40 عاما قامت المقاومة الإيرانية بجهد دولي واسع النطاق للاعتراف بها رسميا. فعلت ذلك من خلال الكشف عن الوجه الحقيقي لنظام الملالي، الذي تمت إدانته حتى الآن 65 مرة في الأمم المتحدة بسبب انتهاكاته الشنيعة لحقوق الإنسان.وإذا نظرت إلى التجمعات السنوية للمقاومة الإيرانية، سترى الدعم الدولي والإقليمي الأوسع لهذه المقاومة، كما دُعمت هذه المقاومة من قبل الأغلبيات البرلمانية الرئيسية في الدول الأوروبية، وكذلك في الكونغرس الأمريكي.
إلى متى يمكن لهذا النظام أن يستمر وهل هناك من يقف معكم بشكل جدي لإسقاط النظام؟
- وفقاً لجميع الأدلة طوال 40 عاما بعد سرقة ثورة الشعب الإيراني ومصادرة ثرواته ومصيره؛ تقترب الآن نهاية هذه الديكتاتورية الدينية المحاصرة بالأزمات الداخلية والإقليمية والدولية، وبشهادة جميع المراقبين والمحللين فإن النظام يمر في مرحلته النهائية.
ولم يعد مطلب إسقاط هذا النظام الآن مطلب الشعب الإيراني فحسب، بل مطلب شعوب كل البلدان التي يتدخل فيها هذا النظام، لا سيما سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وترى العديد من الدول على المستوى الإقليمي أن هذا النظام هو عامل عدم الاستقرار والداعم الرئيسي للإرهاب.
ولقد أكدت المقاومة الإيرانية دائما أن الإطاحة بهذا النظام لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الشعب والمقاومة الإيرانية.
إذن فإن الإطاحة بالنظام بات مطلب لشعوب كانت ضحية لأكثر من ثلاثة عقود لتدخلات الملالي وحروبهم.