في القرن التاسع عشر. بينما كانت المؤسسة لوسي ستون (Lucy Stone) أكثر اعتدالا في الطرح عارضتها شريكتان كانت لهما مواقف أكثر راديكالية. كان هدفهن واحدا ولكن اختلفن بشدة حول طريقة الوصول إلى الهدف. اختلفت ستون مع شريكاتها وقررن الانفصال في جماعتين تقوم بعمل مشابه
وبذلك تشتت الجهود وتضاعفت وأساءت للمطالبة؛ لأنها أعطت النقاد سببا لتبيان صحة أن لا يعطى للمرأة حق التصويت لأنهن اختلفن فيما بينهن.
الذي حصل هو أنه بمجرد تغيير الخطاب واعتداله لجذب الداعمين يتم اتهام الأكثر اعتدالا بأنه ليس من الجماعة ويتم إخراجه بالطعن في جديته وإيمانه بالقضية. في دراسة أجريت على النباتيين وهم فئتان، الأولى (vegetarian) تمتنع عن أكل اللحوم وتأكل مشتقات حيوانية مثل البيض والزبدة مثلا بينما الثانية (vegan) تمتنع عن أكل أي شيء مصدره حيواني. في الدراسة كانت آراء الفئة الثانية وهم الأقلية الأكثر تقيدا تنتقد الفئة الأولى أكثر ممن يأكلون اللحوم. وصفوهم بأنهم مزيفون وليسوا مؤمنين بالقضية فعلا.
وإن كان فهم الظاهرة مفيدا إلا أن هذا الفهم جعلني أرى المرادفات للعداء الأفقي في مجتمعنا بوضوح. فمن منا لم يسمع عن مبتعث سعودي أساء التصرف في الخارج حتى نبحث عن سبب لنقول عنه أنه ليس سعوديا ولا يمثلنا؟ ومن منا لم يصله مقطع به فتاة سعودية تنتقد لأدنى تصرف بينما غير السعودية التي تقوم بالأدهى لا تجد سوى الإعجاب؟ نفس المبدأ ينطبق على انتقاد شخص صلى في بيته وليس مع الجماعة في المسجد بينما غيره من لم يصل أصلا لا يكلمه أحد.
لست أبرر لأي مواقف هنا لكائن من كان ولكنني أوضح الآلية التي تحافظ فيها الجماعة على تجانسها: فإما أن تلتزم أو تخرج. بهذا الحكم القاسي نجد العداء الأفقي موجها داخل الجماعة الواحدة. إن العداء الأفقي فعليا نوع من التنمر قد نراه في المدارس والشلل وبيئات العمل المختلفة بين موظفي الإدارة الواحدة وبين إدارات في المؤسسة الواحدة.
إن الاعتقاد السائد هو أن الأهداف المشتركة توحدنا وتقوي تحالفنا ولكن هذا لا ينطبق في جميع الحالات. قد نتفق على الأسباب التي تجعلنا نسعى لهدف ما ولكن اختلافنا في الغالب ينتج عن اختلاف في وجهات النظر حول كيفية تحقيق ذلك الهدف. حتى عندما لا يكون لدينا هدف فإن الجماعة الواحدة ترتبط بسلوكيات محددة.