أتحدث اليوم عن الصوت الداخلي لدى الإنسان، نتحدث عن الإنذار المبكر الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، نتكلم عن الضمير تلك القوة الداخلية والمعنوية التي تدفع الإنسان لفعل الخير وردع فعل الشر. جسم الإنسان يحتوى على الكثير من الأعضاء والخلايا الملموسة مثل العقل والقلب والكبد والرئتين والكلى وباقى أعضاء الجسم، لكن الضمير قوة غير ملموسة توجد داخل كل إنسان. الضمير يكتسب ويتشكل ويتطور خلال مراحل حياة الإنسان منذ طفولته.
ويتم صقله من خلال التربية ومن خلال التجارب التي يخوضها الإنسان مع محيطه البيئي والأسري. جعل الله الضمير هو الرادع الداخلي الذي يقدر الحسن والقبيح والطيب والخبيث ويساعد الفرد على اتخاذ القرارات، ويكون الضمير الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع القيم الأخلاقية والدينية، والشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية. وأذكركم بقصة تثبت يقظة الضمير عندما كان سيدنا عمر - رضى الله عنه - يجلس عند جدار أحد المنازل ويسمع الحوار بين امرأة وابنتها وتقول الأم لابنتها ضعي الماء على اللبن ليزداد فنبيعه، فتقول الفتاة يا أماه هذا الأمر لا يرضي أمير المؤمنين عمر، فتقول الأم وما يدري أمير المؤمنين بما نصنع، فتقول الفتاة لأمها إن كان عمر لا يعلم ولا يرانا، فرب عمر يعلم، وعمر - رضى الله عنه - يسمع الحوار فيصبح الصباح ويرسل إلى أهل هذه الفتاة ليخطب تلك الفتاة صاحبة الضمير الحي إلى ولده عاصم، فيرزقهم الله ذرية صالحة ومنهم الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمة الله عليه.
للأسف وفى عصرنا الحديث والتغيرات التي طرأت على بعض الضمائر، نظرا للتغيير الذي حدث في نمط الحياة والعلاقات الإنسانية، والتي أثرت في كل شيء جميل وأولها الأخلاق والسلوك والأفعال وغياب الضمير في زماننا، طالما شكونا تكسر المعاني الحقيقية للصداقة والأخوة، وشكونا من نزوع الرحمة من قلوبنا، وشكونا موت ضمائرنا، وهو الجهاز الرقابي والميزان الحقيقي للصواب والخطأ والخير والشر، بعض الناس غابت ضمائرهم، والبعض نامت ضمائرهم، وهناك للأسف من باع ضميره بثمن بخس.
والسؤال الأهم، هو هل يموت الضمير، نقول بما أن بذور الخير في النفس البشرية لا تموت كذلك الضمائر لا تموت، والصحيح أن الاهمال والتجاهل هو الذي يبقي ضمائرنا نائمة حبيسة أعمالنا المظلمة، نريد من يوقظها وسط أعباء الحياة ومشاغلها وهمومها وما أكثرها في زمن مادي متسارع.
يغيب الضمير بغرور الإنسان والجهل والأنانية والتعصب يمنعه من تحريك الضمير الداخلي، وعدم اتزان الأمور، وتقييمها التقييم الحقيقي، ونقول إن الأمم لا تتقدم وترتقي بكثرة القوانين والقرارات والأنظمة فحسب، إنما ترتقي برقي الضمائر التي بداخلنا والتي مصدرها القيم والأخلاق.
للأسف وفى عصرنا الحديث والتغيرات التي طرأت على بعض الضمائر، نظرا للتغيير الذي حدث في نمط الحياة والعلاقات الإنسانية، والتي أثرت في كل شيء جميل وأولها الأخلاق والسلوك والأفعال وغياب الضمير في زماننا، طالما شكونا تكسر المعاني الحقيقية للصداقة والأخوة، وشكونا من نزوع الرحمة من قلوبنا، وشكونا موت ضمائرنا، وهو الجهاز الرقابي والميزان الحقيقي للصواب والخطأ والخير والشر، بعض الناس غابت ضمائرهم، والبعض نامت ضمائرهم، وهناك للأسف من باع ضميره بثمن بخس.
والسؤال الأهم، هو هل يموت الضمير، نقول بما أن بذور الخير في النفس البشرية لا تموت كذلك الضمائر لا تموت، والصحيح أن الاهمال والتجاهل هو الذي يبقي ضمائرنا نائمة حبيسة أعمالنا المظلمة، نريد من يوقظها وسط أعباء الحياة ومشاغلها وهمومها وما أكثرها في زمن مادي متسارع.
يغيب الضمير بغرور الإنسان والجهل والأنانية والتعصب يمنعه من تحريك الضمير الداخلي، وعدم اتزان الأمور، وتقييمها التقييم الحقيقي، ونقول إن الأمم لا تتقدم وترتقي بكثرة القوانين والقرارات والأنظمة فحسب، إنما ترتقي برقي الضمائر التي بداخلنا والتي مصدرها القيم والأخلاق.