من أطرف وأغرب القصص التي تناولها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة قصص من لبنان أبطال هذه القصص السيدات، القصة الأولى لسيدة كبيرة في السن، من أهالي مدينة صيدا اللبنانية تدعى الحاجة وفاء، كشفت الأيام عند وفاتها أنها ثرية، وتملك حسابا في بنك محلي يبلغ 900 ألف دولار أمريكي، السيدة وفاء كما تذكر الروايات كانت من معالم ساحة النجمة وسط صيدا حيث مكاتب البنوك والشركات الكبرى. ويقال وبحسب إفادة البنك أن السيدة الشحاذة الغنية كانت تنفق على مأكلها ومشربها مما تجمعه من الناس، وتدخر الباقي في حسابها الخاص في البنك! وهذه طريقة رشيدة في مبادئ علم الاقتصاد، حيث يؤكد أهل العلم أن السلوك القويم اقتصاديا، حتى على مستوى الأفراد يجب أن يتضمن إلى جانب الإنفاق خاصية الادخار لمواجهة المستقبل وتقلباته غير المأمونة، خاصة في بلد مثل لبنان يمر بأزمات اقتصادية. العجيب أنه من بعد هذه الحادثة الغريبة، تناقل الناس في لبنان حادثة أخرى لسيدة مسنة ونصف مقعدة، كانت تنام في هيكل سيارة تالفة في أحد الشوارع، وثبت أن للسيدة المذكورة حسابا مصرفيا في بنك محلي بقيمة مليون ومائة ألف دولار أمريكي.
اللبنانيون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي علقوا على هذه الحوادث بطرق مختلفة تراوحت بين التندر والسخرية والتعليقات اللاذعة للحالتين وللوضع الاقتصادي اللبناني.
وبفرض أن تمت نصيحة الناس بذلك، هل يلتزمون؟ أوليس البعض منا يتصدق، ويمد يده للشحاذين أحيانا ببعض المال، وهو يعرف في قرارة نفسه أنهم يمتهنون الشحاذة ويجمعون الأموال الطائلة من ورائها. قصة المسنتين من لبنان تعيدنا بالذاكرة إلى أشهر أفلام السينما المصرية التي تحدثت عن موضوع الشحاذة، والشحاذين، وأعني به فيلم المتسول للنجم عادل إمام الذي أنتج في العام 1983م وصور الشاب الريفي البسيط حسنين البرطوشي والذي كان تائها في المدينة بعد أن تخلى عنه خاله، وتلقفه أحد أفراد عصابة تستغل الأطفال والسذج في تشغيلهم كشحاذين في الشوارع والميادين مقابل توفير المأوى والمأكل لهم. حسنين البرطوشي أصبح نجما في عالم الشحاذة؛ لان العصابة اختارت له شخصية مناسبة شاب أنيق ولكنه ضرير، وأصبحت النقود تنهال عليه من المواطنين والسياح، ولكنه ولسذاجته كان يرفض العملة الأجنبية، ويصر على أن تكون الصدقات بالعملة المحلية، واشتهرت العبارة التي كان يرددها، «نو دولار، أجبشن موني». قصة الفيلم طويلة حيث تعرف الشحاذ السوبر على فتاة وقرر أن يرتبط بها في الوقت الذي قرر أن يترك مهنة الشحاذة عبر العصابة، وربما قرر أن يشتغل لحسابه الخاص. وفي هذا الوقت نمت علاقته بالخطيبة وحددا موعدا للزفاف، المفيد أنه في يوم زواجه من البنت التي أحبها قرر أفراد من العصابة تخريب تلك الليلة، وإفساد فرحة الشحاذ الأنيق؛ جزاءا لتمرده على قوانين العصابة. ولكن البوليس كان حاضرا، وكان لأفراد العصابة بالمرصاد، ومنعهم من تدمير ليلة الزفاف؛ لان حسنين البرطوشي كان متعاونا مع الجهات الأمنية. فيما يخص أنشطة العصابة التي كانت تديره كمشروع يدر لها مبالغ مالية محترمة، كما بددت أحلام رجل أعمال فاسد اعتقد أن حسنين بوقوفه أمام العمارة التي يدير تجارته منها، زُرع من قبل الجهات الأمنية، وأوهمه الشاب الشحات بصحة استنتاجه، وحصل منه على مقابل مادي نظير كتابة تقرير إيجابي عنه، لذا كان رجل الأعمال مع المنتقمين. في وطننا العربي تختلط حياة الناس في الغنى، والفقر، والفساد بأحداث تفوق الخيال السينمائي أحيانا.
السؤال هنا ما العمل مع الشحاذين الذين يملؤون الطرقات والميادين في أغلب بلداننا العربية، هل ننصح الناس وبخاصة محدودو الدخل المساكين بعدم التبرع لأصحاب الملايين المتنكرين في أزياء شحاذين؟
وبفرض أن تمت نصيحة الناس بذلك، هل يلتزمون؟ أوليس البعض منا يتصدق، ويمد يده للشحاذين أحيانا ببعض المال، وهو يعرف في قرارة نفسه أنهم يمتهنون الشحاذة ويجمعون الأموال الطائلة من ورائها. قصة المسنتين من لبنان تعيدنا بالذاكرة إلى أشهر أفلام السينما المصرية التي تحدثت عن موضوع الشحاذة، والشحاذين، وأعني به فيلم المتسول للنجم عادل إمام الذي أنتج في العام 1983م وصور الشاب الريفي البسيط حسنين البرطوشي والذي كان تائها في المدينة بعد أن تخلى عنه خاله، وتلقفه أحد أفراد عصابة تستغل الأطفال والسذج في تشغيلهم كشحاذين في الشوارع والميادين مقابل توفير المأوى والمأكل لهم. حسنين البرطوشي أصبح نجما في عالم الشحاذة؛ لان العصابة اختارت له شخصية مناسبة شاب أنيق ولكنه ضرير، وأصبحت النقود تنهال عليه من المواطنين والسياح، ولكنه ولسذاجته كان يرفض العملة الأجنبية، ويصر على أن تكون الصدقات بالعملة المحلية، واشتهرت العبارة التي كان يرددها، «نو دولار، أجبشن موني». قصة الفيلم طويلة حيث تعرف الشحاذ السوبر على فتاة وقرر أن يرتبط بها في الوقت الذي قرر أن يترك مهنة الشحاذة عبر العصابة، وربما قرر أن يشتغل لحسابه الخاص. وفي هذا الوقت نمت علاقته بالخطيبة وحددا موعدا للزفاف، المفيد أنه في يوم زواجه من البنت التي أحبها قرر أفراد من العصابة تخريب تلك الليلة، وإفساد فرحة الشحاذ الأنيق؛ جزاءا لتمرده على قوانين العصابة. ولكن البوليس كان حاضرا، وكان لأفراد العصابة بالمرصاد، ومنعهم من تدمير ليلة الزفاف؛ لان حسنين البرطوشي كان متعاونا مع الجهات الأمنية. فيما يخص أنشطة العصابة التي كانت تديره كمشروع يدر لها مبالغ مالية محترمة، كما بددت أحلام رجل أعمال فاسد اعتقد أن حسنين بوقوفه أمام العمارة التي يدير تجارته منها، زُرع من قبل الجهات الأمنية، وأوهمه الشاب الشحات بصحة استنتاجه، وحصل منه على مقابل مادي نظير كتابة تقرير إيجابي عنه، لذا كان رجل الأعمال مع المنتقمين. في وطننا العربي تختلط حياة الناس في الغنى، والفقر، والفساد بأحداث تفوق الخيال السينمائي أحيانا.