الباعث على كتابة هذا المقال عدة أسباب، أولها قناعتي الشخصية بأهمية الاستفادة من خبرات الرواد في كافة المجالات وخاصة المجال التربوي التعليمي الذي هو مجال عملي وتخصصي، خاصة أن ذلك يجنبنا أن نعود في كل محاولة للتطوير أن نبدأ من الصفر، بل أن نبني على ما أنجزه من قبلنا، أما السبب الثاني فهو ردة الفعل الإيجابية للمقالات السابقة التي قدمت فيها عرضا موجزا للأفكار التي تضمنتها محاضرة الدكتور محمد الرشيد -يرحمه الله- «تعليمنا إلى أين»، أما السبب الثالث فهو الطبيعة المختلفة لتجربة الدكتور سعيد عطية أبوعالي التربوية وثراؤها وتنوعها، خاصة أنه بدأ العمل بالتعليم في سن مبكرة بالنسبة له وفي مرحلة زمنية مبكرة أيضا من التعليم النظامي في بلادنا، وأداؤه أدوارا مختلفة المواقع والخبرات والمراحل التعليمية بدءا من العمل مدرسا في مدرسة ابتدائية في عمر الثالثة عشرة -تقريبا-، ثم مديرا لمدرسة ابتدائية، فمديرا لمعهد المعلمين الابتدائي ثم مدرسا في الجامعة فمعيدا وصولا إلى كونه مع الدكتور الزيد والدكتور الشويعر من أوائل الأكاديميين الذين شغلوا منصب مدير عام للتعليم العام في وزارة المعارف. وقد ضمن الدكتور أبوعالي أفكاره وخبراته التربوية في أكثر من مؤلف من بينها كتابه «الهروب إلى النجاح» وكتابه الآخر الذي هو موضوعنا اليوم «رؤية جديدة في مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية» الذي سوف نتناول ما جاء في فصله الأخير، ويتضح من عنوان هذا الفصل سبب اختيارنا له ليكون الجزء الأهم من المقال والعنوان هو: تسارع الحركة المعرفية والتقنية «رؤية مستقبلية»، والجزء الأخير من العنوان «رؤية مستقبلية» هو ما ينبغي أن نبحث عنه وخاصة رؤية الرواد من أمثال الدكتور أبوعالي المستقبلية؛ لأنها ترتكز إلى تراكم من الخبرات ومخزون كبير من الإخلاص والولاء وصدق الانتماء والمثل الذي ضربوه هؤلاء الرواد في كل هذه القيم العليا التي ستظل على الدوام غاية يسعى إليها المربون بل وتضعها السياسات التعليمية في مقدمة أهدافها. ولما كانت محاولة توضيح هذه الرؤية من خلال هذا المقال قد لا تحقق ما أرجو إيضاحه من أفكارها، فإنني سأحاول أن أورد أهم معالم هذه الرؤية في نقاط محدودة ما استطعت إلى ذلك سبيلا وأدعو من أراد الاطلاع عليها مفصلة أن يفعل ذلك من خلال الكتاب الذي أشرنا إليه وهو من إصدارات النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية ويمكن الحصول عليه من النادي لمن أراد.. وأهم معالم الرؤية كما أوردها المؤلف.
- التعليم نشاط يعني استثارة القدرات الكامنة في نفوس الطلاب وتمكينهم من استثمارها والاستفادة منها.
- في إطار ما سبق فإن مسؤولية المؤسسة التربوية في بلادنا بالغة الخطورة، ولا بد أن ترتكز على أسس ثلاثة هامة هي: 1- العقيدة، 2- العلوم، 3- استشراف المستقبل.
- الأخلاق في أكثر جوانبها سلوك لا ينفصل عن العبادة والعمل، فالعبادة لا تكون كاملة بدون أخلاق.
- الأخلاق في مجتمع يدين بالإسلام بمفهومها ثابتة لا تتغير وهي مسؤولية محورية للمدرسة، وقد يتغير السلوك من حالة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر بتغير أساليب الحياة واهتماماتها ومدى اتساع العلاقات بين الناس أفراد ومجتمعات، ولكن الأخلاق نفسها تبقى ثابتة لا تتغير مع أهمية الجانب المعرفي وانتشاره في جميع الأحوال.. وللحديث صلة.
- لا بد للتربية من غرس القيم الدينية والموروث التاريخي والعادات الحميدة باعتبارها عوامل أساسية في تكوين الشخصية العامة للأمة.
- في إطار ما سبق فإن مسؤولية المؤسسة التربوية في بلادنا بالغة الخطورة، ولا بد أن ترتكز على أسس ثلاثة هامة هي: 1- العقيدة، 2- العلوم، 3- استشراف المستقبل.
- الأخلاق في أكثر جوانبها سلوك لا ينفصل عن العبادة والعمل، فالعبادة لا تكون كاملة بدون أخلاق.
- الأخلاق في مجتمع يدين بالإسلام بمفهومها ثابتة لا تتغير وهي مسؤولية محورية للمدرسة، وقد يتغير السلوك من حالة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر بتغير أساليب الحياة واهتماماتها ومدى اتساع العلاقات بين الناس أفراد ومجتمعات، ولكن الأخلاق نفسها تبقى ثابتة لا تتغير مع أهمية الجانب المعرفي وانتشاره في جميع الأحوال.. وللحديث صلة.