هذه الهيئة الوليدة يقع على عاتقها دور مهم سيساهم بإذن الله في تنمية المحتوى المحلي من خلال التركيز على توطين كافة المنتجات التي يتم استخدامها في شركات القطاع الخاص والجهات الحكومية مما يعود بالنفع على الوطن ومواطنيه، وبالتأكيد أن توطين المنتج المحلي مع سعودة العاملين يمثل نقلة مهمة تساعد على زيادة المدخول غير النفطي وهو ما تسعى إليه المملكة من خلال تقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل أساسي وزيادة المداخيل الأخرى لتصل إلى أكثر من 60% من الناتج القومي.
يقع على عاتق هذه الهيئة الجديدة عمل جبار يتطلب تكثيف الجهود لتحقيق تطلعات الدولة الرامية إلى توطين المحتوى المحلي من قوى بشرية ومنتجات، ولذلك من الأهمية التنسيق مع كافة القطاعات سواء الحكومية والخاصة للوصول للهدف المنشود، ولقد لمست هذا الحماس والطموح على كافة مسئولي هذه الهيئة بدءا من رئيسها الدكتور غسان الشبل وانتهاءً بأصغر موظف الذين يعملون بجهد لتحقيق الغاية المنشودة.
كتبت في هذه الصحيفة قبل شهرين عن أهمية توطين منتجات مطاعم الوجبات السريعة المتمثلة في اللحوم والخضار وبقية المواد وأهمية ذلك على الاقتصاد الوطني وزيادة المداخيل غير النفطية؛ نظرا لأن تلك المطاعم لديها شريحة كبيرة من الزبائن وتحقق مداخيل كبيرة ولو تم توطين منتجاتها من المؤكد أن صناعة اللحوم لدينا ستتطور وستوفر آلاف الوظائف لأبناء وبنات الوطن، من يدخل إلى تلك المطاعم يجد لوحة كبيرة معلقة على الحائط تشير إلى أن منتجات اللحوم من خارج المملكة مما يثير الاستغراب؟ ولذلك تأتي أهمية جهاز مثل هيئة المحتوى المحلي الذي سيقع على عاتقه مراقبة مثل تلك التجاوزات بالتنسيق مع الجهات المعنية.
أتمنى التوفيق لهذا الجهاز الحديث وأن يحقق ما نصبو إليه جميعا من توطين المحتوى المحلي والمساهمة في رفع نسبة المدخول غير النفطي كما أكدت على ذلك رؤية المملكة.