* إن تاريخ منطقة عسير، بعد المؤتمر سيكون مختلفا، وأكثر إيجابية على حياة مستقبل المنطقة بكاملها، قراها ومدنها، وبيئتها المتباينة. يتضح ذلك من المحاور الاستثنائية لهذا المؤتمر، التي ستمثل توصياته خارطة طريق ذكية لمستقبل المنطقة. أن تستفيد منه بقية مناطق المملكة الجبلية في الحجاز والسراة. المؤتمر مقدمة خير وبركة بعون الله، لجهود تواقة.
* تطرق الحديث في مقال سابق، عن المحور الأول للمؤتمر، وهو عن التنمية العمرانية في منطقة عسير من منظور بيئي. اليوم استكمل بقية المحاور بشكل مختصر، حيث كان المحور الثاني، يجسد طموحات المحافظة على الغابات وتنميتها. تحديد الحالة الراهنة لغابات العرعر، وظاهرة حرائقها، والإدارة المستدامة لها، وأيضا العمل بوسائل وقف تدهورها، وتحديد وسائل تفعيل وتطبيقات إعادة تأهيل مناطقها. البيئة ستكون على رأس هرم المسؤوليات.
* المحور الثالث كان عن التنمية الريفية. ركّز سموه في هذا المحور على الأعمال التجارية، والزراعية، وإدارة التجارة، والتوظيف، والموارد البشرية الزراعية، وإدراج الأمن الاجتماعي لأصحاب الحيازات الزراعية، ممثلا في المناحل الصغيرة كنموذج، وجعل قضايا الأراضي، وإدارة التربة، والري، والأمن الغذائي، شأنا في هذا المحور الريفي المهم. مع التركيز على استثمار المدرجات الزراعية، كجزء من التراث المهاري الزراعي والمائي لمنطقة عسير.
* وتناول سموه أيضا في هذا المحور الثالث، التنمية الريفية المستدامة، القائمة على بناء القدرات والمهارات. إن تبنّي التطبيقات الزراعية الإلكترونية، والتسويق الإلكتروني جزء من هذا المحور. وصلت طموحات وتطلعات سموه، حد وضع العلامة التجارية الخاصة، للمنتجات الريفية لمنطقة عسير، ورسم علاقتها بالتنمية الريفية.
* المحور الرابع كان مركزا على الاهتمام بالحياة الفطرية، والحرص على سلامتها وحمايتها، حيث تجسد الاهتمام بالأنواع الدخيلة والغازية، مناديا سموه بتحديدها، وتبيان أضرارها، وطرق مكافحتها، مع التركيز على مشاكل تنامي قرود البابون، وتحديد احتياجات الحلول المطلوبة. أيضا من أهداف هذا المحور المهم المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، بكامل أشكالها البيئية في منطقة عسير.
* المحور الخامس للمؤتمر هو محور السياحة البيئية، حيث كان الحرص على تقديم أوراق علمية حول تنمية المتنزهات، والسياحة الزراعية، والمحميات الطبيعية، وأيضا تقييم فرص الاستثمار السياحي، وخلق فرص سياحية، خاصة في سواحل منطقة عسير.
* وكان المحور السادس والأخير، الذي نال اهتمام وعناية سموه هو محور الإدارة المستدامة لمصادر المياه. هذا المحور يشكل هاجس وطن، حيث كان محل اهتمام ورعاية. في هذا الجانب تناول المؤتمر العديد من الأوراق العلمية التطبيقية، حتى من خلال الاستفادة من مصادر المياه المعالجة. الأهم التركيز على حصاد وجمع وخزن مياه الأمطار والسيول عن طريق بناء المزيد من المدرجات الزراعية لتحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي للأجيال القادمة، وتحديد تطبيق الأساليب الحديثة في ترشيد استخدامات المياه.
* وبعد... هذه عسير، بدأت فورا بتطبيق محاور هذا المؤتمر. فقد أطلق أميرها، رئيس هيئة تطوير المنطقة الأمير تركي بن طلال مشروع الكود العمراني للمنطقة. مدشنا بذلك بدء العمل بتوصيات المؤتمر.