رغم كل ما يقال عن قوانين التأشيرة السياحية للمملكة وأنها أمر جديد، إلا أنه من الضروري ملاحظة أن المملكة ومنذ زمن طويل كان يأتيها الملايين من البشر من خارج المملكة سواء للعمل أو في فترة موسم الحج والعمرة. وبالمختصر، فالمملكة كانت منذ نشأتها مفتوحة الأبواب للقادمين من الخارج بغض النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم. ويقومون أثناء فترة تواجدهم برؤية مختلف المناطق والكثير من الأماكن ويتعاملون مع كل أفراد المجتمع. ولكن لا يعتبر ذلك نشاطا سياحيا. وعادة يكون انطباعهم عن البلد والمجتمع يختلف حسب مكان إقامتهم ومع من يتعاملون ويحتكون خلال فترة عملهم. وفي وقتنا الحالي فتواجد أجنبي لغرض السياحة يجعل الأمر مختلفا تماما. ففي هذه الحالة تكون هناك أمور قد نراها صغيرة ولكن قد يكون تأثيرها سلبيا بدرجة كبيرة. فالسائح تختلف أساليب نظرته وأساليب تعامله مع أفراد الدولة التي يزورها. ورغم أن الكل يعلم أن أول انطباع يراه الأجنبي عن مجتمعنا هو عادة الكرم، إلا أنه يجب أن نعلم أن أي كرم زائد مثل تقديم شيء مجاني للسائح قد لا يكون بالضرورة شيئا إيجابيا. أي أن الكرم الزائد بصورة فردية قد يراه السائح سذاجة. وكذلك لا بد من مراعاة الخصوصية للسائح وخاصة الغربي الذي عادة لا يحبذ الحديث معه دون مبرر. وبالطبع الكثير من الأجانب لديهم حساسية من النظر والتحديق فيهم؛ لأن هذا يعتبر نوعا من التطفل. وبيت القصيد هو أن كل فرد في المجتمع عليه دور الآن في طبع صورة إيجابية لمجتمعك فيما يخص تعاليم دينك وأخلاقك وأسلوب تعاملك. فكثير من السياح الغربيين يقرأون الكثير قبل زيارة أي دولة. وقد يكون ما قرأه مغلوطا أو مشوها، ولكن من الممكن أن يتم تغيير صور نمطية تراكمت عن مجتمعنا ومن السهولة تصحيحها من خلال ما سيراه السائح والزائر لهذا البلد حتى لو كانت أمورا بسيطة مثل احترام الطريق أثناء القيادة أو ترديد كلمة لو سمحت وشكرا.