وقال الكاتبان: «بينما نجحت سياسة أقصى ضغط في إلحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني، إلا أنها أخفقت في تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في تغيير السياسة الخارجية الإيرانية».
ونقل المقال عن السفير ناثان سيلز، المسؤول عن مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله: «لا تزال إيران تزود حزب الله اللبناني وحده بمبلغ 700 مليون دولار في السنة، وحتى إذا كان هذا الرقم مبالغا فيه، إلا أن الحزب يحقق 300 مليون دولار سنويا من خلال الاعتماد على مجموعة واسعة من آليات التمويل، بما في ذلك الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود مثل الاحتيال وتهريب المخدرات والاتجار بالمنتجات المزيفة، مثل الفياجرا».
وأضاف الكاتبان: «شعر حزب الله بالآثار المترتبة عليه جراء حملة القمع ضد إيران، لذا قام بنشر صناديق لتلقي تبرعات في بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، وبالمثل، واصل عملاء إيران الآخرون العمل دون أي اضطراب، ففي اليمن، على سبيل المثال، حصل الحوثيون على أسلحة أكثر تطوراً خلال العام الماضي، استخدموها ضد أهداف عسكرية ومدنية إماراتية وسعودية كرد انتقامي على حملة أقصى ضغط».
وأشار «طباطبائي» و«كلارك» إلى أن العقوبات الاقتصادية لم تؤثر على الجوانب الأكثر أهمية في علاقات إيران بوكلائها، وهي ما توفره طهران من تدريب وملاذ آمن وأسلحة وتكنولوجيا.
وأوضحا أن المنهجية التي اعتمدتها إيران مع وكلائها، هي تمكينهم من الاكتفاء الذاتي حتى لا يعتمدوا عليها بصورة كلية، وذلك من خلال السماح لهم بالاندماج في العمليات السياسية والأنشطة الاقتصادية في بلدانهم، كما تساعدهم إيران أيضاً في بناء صناعات دفاعية خاصة بهم من خلال منحهم القدرة على صنع أسلحة ومعدات عسكرية في بلدانهم بدلاً من الاعتماد على الإمدادات الإيرانية وحدها.
وتابع الكاتبان: «مع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا واستعادة بشار الأسد السيطرة على البلاد، فإن طهران تتقدم ببطء نحو هدفها المتمثل في إقامة جسر بري يمتد عبر المنطقة».