وتحتفي المملكة والعالم بتاريخ 20 أكتوبر باليوم العالمي لهشاشة العظام؛ بهدف رفع الوعي بطرق الوقاية من المرض، وخطورته على الصحة، خصوصا بعد سن الـ50. ووفقا للمختصين أيضا، فإن هشاشة العظام تصيب ملايين الناس حول العالم، وعلى الرغم من خيارات العلاج المتعددة الفعالة، إلا أن التأخر في تشخيصه وعلاجه يتسبب بحدوث أضرار جسيمة، مشددين على ضرورة السعي إلى التقييم والعلاج في الوقت المناسب للحد من العبء البشري، والاجتماعي، والاقتصادي الناجم عنه.
«الغذاء والتغذية»: النظام الغذائي المتوازن يلعب دورا وقائيا وعلاجيا
أوضح رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية د.علي الشتوي أن التغذية تلعب دورا كبيرا في صحة الإنسان، مشيرا إلى أن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يحافظ على الصحة ويقي من الأمراض، أما سوء التغذية فقد يؤدي للإصابة بالأمراض مثل: أمراض القلب والسكري وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض المزمنة، كما أن للتغذية دورا وقائيا وعلاجيا للكثير من الأمراض الأخرى.
وقال الشتوي: التغذية لها دور كبير في الوقاية من هشاشة العظام، ومن أهم العناصر الغذائية التي تدخل في بناء العظام: الكالسيوم والفوسفور وفيتامين (د) التي تدخل في تكوين النسيج العظمي، كما أن فيتامين (د) له دور مهم في امتصاص الكالسيوم، ويعتبر الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية مهما للحفاظ على صحة وسلامة العظام والوقاية من هشاشة العظام.
وحول دور الجمعية، قال الشتوي: جمعية علمية مقرها في قسم علوم الأغذية والتغذية -كلية علوم الأغذية والزراعة- بجامعة الملك سعود بالرياض، وتحقق الجمعية أهدافها بكافة الوسائل المناسبة وعلى وجه الخصوص ممارسة الأنشطة مثل: تشجيع إجراء البحوث والاستشارات العلمية، إجراء الدراسات العلمية لتطوير جوانب الممارسة التطبيقية، عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات، التي تتصل بمجالات اهتمام الجمعية، وتسهم في خدمة المجتمع من خلال النشرات التوعوية والكتيبات الإرشادية والتعريفية بموضوعات الغذاء والتغذية، التي تهم المواطن في حياته اليومية.
وشدد الشتوي على أهمية حصول الأطفال والمراهقين على احتياجاتهم من الكالسيوم وفيتامين (د) للوقاية من هشاشة العظام عند الكبر، مع ضرورة إجراء قياس كثافة العظام.
أخصائية: «الوراثة» و«الغدد» و«الأدوية» أبرز العوامل
أوضحت أخصائية الغدد الصماء في مستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل، الدكتورة ليليا بسكون، أن الوراثة تُعد من العوامل الرئيسة التي تزيد نسبة الإصابة بهشاشة العظام، إضافةً إلى الإصابة ببعض مشكلات الغدد وإنتاج الهرمونات مثل: نقص هرمون الغدد التناسلية، وزيادة إفراز الغدة الدرقية والجار درقية، ومتلازمة كوشينغ، ونقص هرمون الإستروجين.
وقالت بسكون: إن استخدام بعض الأدوية بجرعات عالية ولفترات طويلة له دور أيضاً في الإصابة بهشاشة العظام، كما أن هنالك عوامل أخرى مثل: تناول الكافيين المفرط، والتدخين، ونقص الكالسيوم أو فيتامين (د)، وقلة النشاط البدني.
وذكرت أنه يوجد العديد من الطرق، التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام، من أهمها أن تبدأ الوقاية من مرحلة الطفولة وتمتد إلى كل مراحل العمر من خلال بناء عظام قوية، وذلك يعتمد على اتباع نظام غذائي صحي من خلال الحصول على ما يكفي من البروتين، والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى الكالسيوم، وفيتامين (د)، حيث تعد جميعها عوامل أساسية في المساعدة على الحفاظ على تشكيل العظام وكثافتها.
مطالبات بإدراج مصابي «هشاشة العظام» ضمن الحالات الخاصة
قالت فاطمة الزهراني (60 عاما): إنها اكتشفت إصابتها بمرض هشاشة العظام بعد أن شعرت بآلام متكررة في منطقة الحوض.
مضيفة إنها منذ إصابتها قبل نحو ثلاث سنوات وهي تمارس رياضة المشي والغذاء الصحي والتعليمات الطبية، وأنها أصبحت تتمتع بصحة جيدة ومتوازنة.
وعن أبرز الصعوبات، التي يواجهونها، قالت الزهراني: «الكثير من الاحتياجات متوافرة، ولكن يبقى عائق مراجعة الجهات ذات الطوابق المتعددة، التي لا يوجد فيها مصعد أو المصعد ضيق أو معطل، وكذلك عائق المواعيد المتباعدة في المراجعات سواء الصحية أو غيرها، مقترحة أن يتم إدراج أصحاب الحالات الخاصة ضمن برنامج ويسمى «خدمتي» بحيث يكون فيه جميع الجهات الحكومية ويستطيع المريض حجز الموعد في وقت قريب.
برامج توعوية صحية لتثقيف الطلبة
قال محمد القحطاني (والد الطفل ظافر القحطاني): إن ابنه يعاني حاليا من الشلل وهو على كرسي متحرك ولا يستطيع تحريك قدميه، مبينا أن الإصابة وقعت منذ الولادة.
وعن أبرز الصعوبات، قال القحطاني: إن الأعداد الضخمة في المدارس لا تناسب مَنْ هم على حالة ظافر، ولذلك نأمل أن تكون هناك توعية دائمة في المدارس عن مرض هشاشة العظام والأمراض الأخرى.
» نقص المعلومات
فيما قال سلطان الجاسم: إنه يسمع بمرض هشاشة العظام، لكنه لا يعرف عنه معلومات كافية. وطالب الجاسم بتكثيف البرامج التثقيفية والإعلامية عن المرض والحد من مسبباته لينعم الجميع بحياة صحية أفضل.
» الوزن الزائد
فيما أشار حسن آل حسن إلى أن والده أصيب بمرض هشاشة العظام نتيجة قلة الحركة، التي جاءت بسبب الوزن الزائد.
مبينا أن الأمراض تزايدت حيث الضغط والسكر والكوليسترول، مشيرا إلى أن والده حاليا يبلغ من العمر 70 عاما، وأبلغنا الطبيب أن أولى خطوات العلاج هي إنقاص الوزن، وحاليا بدأنا في اتباع تعليمات غذائية وطبية محددة، على أمل أن تتحسن الحالة.
استشاري جراحة عظام ومفاصل: احذروا «الهشاشة» الأولية والثانوية
قال استشاري جراحة عظام ومفاصل د.كامل البوري: إن هشاشة العظام هي مرض عظمي يكون فيه انخفاض في كثافة العظام على مدى سنوات والعظام، «في هذه الحالة تكون لينة وسهلة الكسر وهذا المرض يؤدي إلى كسور في الجهاز العظمي حتى في الحالات البسيطة».
وحذر البوري من مرض هشاشة العظام، الذي يتكون من قسمين هما: هشاشة العظام الأولية، التي تحدث للجنسين رجالا ونساء، وغالبا يكون في سن متقدمة عند الرجال في وقت متأخر بالعمر، أما عند النساء فيكون بعد توقف الدورة الشهرية، في حين النوع الثاني فهو هشاشة العظام الثانوية ويكون سببه استخدام أدوية معينة مثل: الكورتيزون لفترة طويلة بجرعات عالية، وكذلك وجود مشاكل في الهرمونات.
» مخاطر الجراحة
وعن عوامل الخطورة في المرض، قال البوري: «إن أهم عامل هو الوراثة والتاريخ المرضي، وهرمون الغدة التناسلية، والتقدم في العمر، ونقص كل من: الوزن، الكالسيوم، فيتامين (د)، وتناول الكافيين وقلة النشاط البدني».
وأضاف: «هشاشة العظام ليست لها أعراض واضحة لذلك توصف بالمرض الصامت، ولكن قد يشتكي المريض كم الآلام أسفل الظهر وقد يكون سبب الألم الكسر وسببه هشاشة العظام، كما أنه قد يلاحظ وجود انحناء في قامة الظهر»، مشددا على ضرورة التغذية السليمة والإكثار من الكالسيوم والحليب والألبان ومشتقاتها.
ونبه البوري من مخاطر ومضاعفات عمليات الجراحة الخاصة بإنقاص الوزن خصوصا للسيدات، حيث إن نسبة الكالسيوم ستصبح قليلة ما قد يؤدي في المستقبل لمرض هشاشة العظام.
استشارية: الروماتيزم أحد أمراض «تخلخل العظام» والغدد الصماء
أوضحت استشارية باطنة وروماتيزم د.حنان الريس أن مرض هشاشة العظام أو ما يسمى تخلخل العظام هو مرض يسبب نقصا في كثافة العظام وترققا في الهيكل العظمي، ما يؤدي إلى ضعف العظم وقابليته للكسر بأي حركة أو سقطة بسيطة، كما أنه أحد أنواع الروماتيزم وكذلك أحد أمراض الغدد الصماء.
» هدم وبناء
وقالت الريس -وهي رئيسة الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم، وأيضا عضو الجمعية السعودية لهشاشة العظام-: من المهم معرفة أن العظم عبارة عن أعضاء نشطة وخلايا حية وفيها تتم عملية هدم وبناء، فدائما يحدث هدم العضو التالف وإعادة بنائه من جديد، وعملية الهدم والبناء مستمرة طيلة حياة الإنسان، ولكن في عمر الشباب تتغلب عملية البناء على عملية الهدم والعكس كلما كبر الإنسان في العمر، ما يسبب نقصا في كتلة العظم وهذا يسبب هشاشة العظام.
وأضافت: «أهم سبب في هشاشة العظام العامل الوراثي؛ حيث إن العائلة التي يصاب أحد أفرادها بهشاشة العظام تكون فيها نسبة الإصابة أكبر، كما أن العمر له دور كبير في ذلك، حيث كلما زاد العمر زادت نسبة الإصابة. وبالنسبة للسيدات تزداد نسبة الإصابة بعد انقطاع الدورة الشهرية ومعظم الحالات تشخص بعد سن الـ60، أما الرجال فيكون بعد سن الـ70، وهذا له علاقة بالهرمونات، كما أن التدخين وشرب الكافيين له دور في الإصابة، كذلك بعض الأدوية وأهمها الكورتيزون، حيث إنه إذا أعطي بنسبة أكبر يسبب الإصابة بمرض هشاشة العظام، كذلك عدم ممارسة الرياضة وبعض مضادات التشنج يسهم في هشاشة العظام».
» أبرز الأخطاء
وردا على سؤال قالت الريس: إن أبرز الأخطاء التي يقع فيها مرضى الروماتيزم قلة الحركة، كما أنه يجب أن يأخذ مرضى الروماتيزم كمية كافية من فيتامين (د)، والكالسيوم التي يحتاجها العظم وعادة يحتاج ألف مليجرام كالسيوم وألف وحدة فيتامين (د) يوميا.
وأضافت: «إن لتأخير الإصابة بالمرض يجب الاهتمام منذ الصغر بأخذ كمية من الكالسيوم وفيتامين (د)، والاهتمام بالتغذية والرياضة والوزن الطبيعي والحركة الصحية».
» توصيات مهمة
وعن التوصيات، التي يجب أخذها بعين الاعتبار، قالت الريس: زيادة الكالسيوم وفيتامين (د) في منتجات العصيرات، كما هو حاصل عالميا ورفع الوعي بهذه الأمراض، وعمل أشعة كثافة العظام لمَنْ جاوزوا سن الـ50 لتحديد مستوى كتلة العظام.
وأضافت إن اليوم العالمي لهشاشة العظام يصادف 20 أكتوبر واليوم العالمي لالتهابات المفاصل يوم 12 أكتوبر، وأقامت الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم أياما توعوية على مستوى المملكة، وكانت الحملة بعنوان (حان وقت النشاط)؛ لأن الحركة تقوي العظم والكتلة العظيمة بشكل عام.
وأشارت إلى أن حوالي 13% من عدد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم خمسين عامًا سيصابون ببعض الكسور المرتبطة بمرض هشاشة العظام خلال حياتهم، نتيجةً للضعف الذي يقع على العظام خلال فترة الشباب والمراهقة، إذ إن حوالي 50% من تكوينها يتم خلال مرحلة الشباب، ولذلك لا بدّ للإنسان من الحفاظ على صحة عظامه منذ الصغر والتأكد من صحة بنائها وقوتها، وذلك باتباع أنظمة غذائية صحية وسليمة، وممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس، فقد ثبت أن العظام عبارة عن أعضاء حيوية يمكنها المرور بعمليات من البناء والهدم خلال مراحل حياة الإنسان المختلفة.