ويُعد الطريق، هو الأقدم الذي سارت عليه قوافل الحجاج المسلمين بعد طريق مكة - المدينة، كما كان يسمى في فترة صدر الإسلام بطريق التبوكية، ويعتبر حاليًا الطريق من المواقع المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي.
» اهتمام بالغ
وقد اهتم الحكام والخلفاء بالطريق في مختلف العصور الإسلامية خصوصًا العصر العثماني، حيث تم تشييد القلاع، وإنشاء الآبار، والبرك، والصهاريج، والقنوات، والحصون، والمساجد، والجسور، والأسواق؛ وذلك خدمة للطريق وتسهيلًا لمسيرة الحجاج، وتوفيرًا للأمن لقافلة الحج التي كانت تحمل غالبًا ما يقارب 40 ألف حاج، كما تتواجد على مسار الطريق العديد من النقوش والكتابات التذكارية الإسلامية.
وفي مطلع القرن العشرين أنشئت سكة حديد الحجاز عبر هذا الطريق؛ تسهيلًا وتيسيرًا لمواكب الحجاج.
» منازل الطريق
وبحسب المؤرخين والباحثين، فإن منازل طريق الحج الشامي، شهدت حركة تجارية رائجة، حيث ساهمت قبائل البدو في انتعاش هذه الأسواق، ويمر الطريق بعدد من المنازل والمحطات، أهمها: «ذات الحاج، تبوك، الأخضر، المعظم، الأقرع، الحجر والعلا»، كما حرص عدد من الرحالة على توثيق المشاهد على طريق الحج الشامي؛ لتكون مرجعًا تراثيًا، وعدّد الرحالة المسلم المشهور ابن بطوطة 19 منزلًا على الطريق في زمانه، وفي عام 1898م عدّد الضابط الروسي عبدالعزيز دولتشين 27 منزلًا أطلق عليها «مكان الوقفة».