دعيت قبل أيام إلى ندوة تلفزيونية في قناة سياسية للنقاش حول الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين إلى الرياض، ثم أبو ظبي، في منتصف شهر أكتوبر 2019م. ما لفت انتباهي في هذه الدعوة أنها تأتي بعد انتهاء الزيارة، وبعد مضي بضعة أيام على الحدث، الذي أشبع نقاشا، وتحليلا، وبحثا، قبل الزيارة وأثناء القيام بها، وهذا هو الأسلوب التقليدي الذي اعتدنا عليه في قنواتنا العربية.
هذه الدعوة الجديدة التي تأتي بعد أن تمت الزيارة أدهشتني بحق؛ لكونها تعد وقفة مع أهم المنجزات التي تحققت من الزيارة، ومن اللقاءات، والمشاورات، والمفاوضات التي تمت بين الجانبين العربي والروسي، والوفد الضخم المرافق للرئيس والذي ضم رسميين، وعسكريين، ورجال أعمال، ورموزا من قطاع الاستثمار في روسيا.
ومن أهم النقاط التي تجلت في هذه الزيارة ونحن نرصدها اليوم عن بعد، الدرجة العالية من القبول لدى كلا الطرفين كل منهما بالآخر، فالروس يقدمون أنفسهم اليوم لدول المنطقة العربية والخليجية كشركاء، طامحين إلى درجات أعلى من التعاون والتفاهم، ومرحبين بطريقة لا تخطئها العين بنقل مستويات التعاون الدولي من الطبيعي والتقليدي، إلى مرحلة أكبر من الشراكة الإستراتيجية، حتى أن مفردات مثل شريك، وشراكة، وإستراتيجي طغت على مفردات الحوار والكلمات الرسمية، كما تم تلمس جزء كبير منها في المقابلة التلفزيونية المطولة التي خص بها الرئيس الروسي عددا من أشهر الفضائيات الإخبارية العربية.
نقطة جديدة يمكن تلمسها بعد أن انتهت الزيارة بين الجانبين الروسي والسعودي وهي التركيز على جوانب الاستثمار، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة النفطية، أكد ذلك التوجه في رأينا النجاح السعودي الروسي فيما يعرف بـ «أوبك بلس» وهي بشكل عام تعاون بين أكبر منتجين ومصدرين من داخل وخارج الأوبك بما يحقق سوقا عادلة ومقبولة للمنتجين والمستهلكين، ويحافظ على أسعار مقبولة من الطرفين.
في جانب التعاون الأبرز بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة جاء التركيز على مسار الطاقة النووية، والتعاون في مجال الفضاء، وأبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بإنتاج الطاقة النووية في أشكالها السلمية، وأغراضها المدنية. وكان لافتا حضور أول رائد فضاء من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة في استقبال الرئيس الروسي. الزيارة كانت كبيرة والاحتفائية بالضيف الروسي كانت كبيرة أيضا، ولعل هذا يلفت انتباه أطراف دولية ثالثة، لها مصالح في المنطقة، ولبعضها مصالح إستراتيجية في البلاد العربية، ومع ذلك نقول إن الحضور والقبول الروسي تم التعبير عنه بوضوح كخيار للدول العربية التي هي بطبيعة الحال تبحث عن مصالحها، وهي دول نامية وبحاجة للخبرة والشراكة الدولية من الروس ومن غيرهم من الأطراف الدولية الأخرى، المحك في ذلك، مصالحها الخاصة ورفاهية شعوبها، وتعاونها مع أفراد المنظومة الدولية على درجة واحدة من الاحترام المتبادل. انتهت الزيارة، بعد أن حققت كثيرا من المعاني، وبعد أن وقعت الأطراف العربية مع الطرف الروسي كما كبيرا من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم في شتى مجالات التعاون الممكنة بين الدول، وتقدمت العلاقات إلى مصاف أفضل من أي وقت مضى، وبقي في تقديرنا كمراقبين استثمار كل تلك الجهود في الميدان السياسي، والاستفادة العربية من القوة، والقدرة الروسية للتأثير إيجابا في حل عدد من الملفات المفتوحة في المنطقة، وللمساهمة الفاعلة للحليف الروسي في تحريك العملية السياسية السلمية في أكثر من مكان في منطقتنا العربية، فالروس طرف دولي مقبول لدى معظم الأطراف الإقليمية، والدولية، ولديه اتصالاته وحضوره الفاعل في بعض الملفات، بما يمكنه من التأثير الإيجابي في أكثر من ملف، وفِي أكثر من موقف.
في هذا البرنامج تم التطرق بهدوء إلى النقاط العريضة التي تمخضت عن الزيارة، والتي يمكن للباحث والمتابع تلمسها بروية.
ومن أهم النقاط التي تجلت في هذه الزيارة ونحن نرصدها اليوم عن بعد، الدرجة العالية من القبول لدى كلا الطرفين كل منهما بالآخر، فالروس يقدمون أنفسهم اليوم لدول المنطقة العربية والخليجية كشركاء، طامحين إلى درجات أعلى من التعاون والتفاهم، ومرحبين بطريقة لا تخطئها العين بنقل مستويات التعاون الدولي من الطبيعي والتقليدي، إلى مرحلة أكبر من الشراكة الإستراتيجية، حتى أن مفردات مثل شريك، وشراكة، وإستراتيجي طغت على مفردات الحوار والكلمات الرسمية، كما تم تلمس جزء كبير منها في المقابلة التلفزيونية المطولة التي خص بها الرئيس الروسي عددا من أشهر الفضائيات الإخبارية العربية.
نقطة جديدة يمكن تلمسها بعد أن انتهت الزيارة بين الجانبين الروسي والسعودي وهي التركيز على جوانب الاستثمار، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة النفطية، أكد ذلك التوجه في رأينا النجاح السعودي الروسي فيما يعرف بـ «أوبك بلس» وهي بشكل عام تعاون بين أكبر منتجين ومصدرين من داخل وخارج الأوبك بما يحقق سوقا عادلة ومقبولة للمنتجين والمستهلكين، ويحافظ على أسعار مقبولة من الطرفين.
في جانب التعاون الأبرز بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة جاء التركيز على مسار الطاقة النووية، والتعاون في مجال الفضاء، وأبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بإنتاج الطاقة النووية في أشكالها السلمية، وأغراضها المدنية. وكان لافتا حضور أول رائد فضاء من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة في استقبال الرئيس الروسي. الزيارة كانت كبيرة والاحتفائية بالضيف الروسي كانت كبيرة أيضا، ولعل هذا يلفت انتباه أطراف دولية ثالثة، لها مصالح في المنطقة، ولبعضها مصالح إستراتيجية في البلاد العربية، ومع ذلك نقول إن الحضور والقبول الروسي تم التعبير عنه بوضوح كخيار للدول العربية التي هي بطبيعة الحال تبحث عن مصالحها، وهي دول نامية وبحاجة للخبرة والشراكة الدولية من الروس ومن غيرهم من الأطراف الدولية الأخرى، المحك في ذلك، مصالحها الخاصة ورفاهية شعوبها، وتعاونها مع أفراد المنظومة الدولية على درجة واحدة من الاحترام المتبادل. انتهت الزيارة، بعد أن حققت كثيرا من المعاني، وبعد أن وقعت الأطراف العربية مع الطرف الروسي كما كبيرا من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم في شتى مجالات التعاون الممكنة بين الدول، وتقدمت العلاقات إلى مصاف أفضل من أي وقت مضى، وبقي في تقديرنا كمراقبين استثمار كل تلك الجهود في الميدان السياسي، والاستفادة العربية من القوة، والقدرة الروسية للتأثير إيجابا في حل عدد من الملفات المفتوحة في المنطقة، وللمساهمة الفاعلة للحليف الروسي في تحريك العملية السياسية السلمية في أكثر من مكان في منطقتنا العربية، فالروس طرف دولي مقبول لدى معظم الأطراف الإقليمية، والدولية، ولديه اتصالاته وحضوره الفاعل في بعض الملفات، بما يمكنه من التأثير الإيجابي في أكثر من ملف، وفِي أكثر من موقف.