كان يوم الأحد من هذا الأسبوع منعطفا تاريخيا في ملف صناعة النفط والتحول الاقتصادي في المملكة. بل إن ما حدث يوم الأحد من إعلان نشرة إصدار أرامكو السعودية هو جزء من تاريخ سعودي حريص على راحة ورخاء المواطن ومشاركته في بناء هذه الدولة والاستفادة من خيراتها. وما طرح جزء من قيمة أرامكو السعودية إلا هو عودة لتاريخ امتد لعدة عقود منذ بدء عمليات الاستكشاف إلى أن تم العثور على كميات تجارية في العام 1938م. فقد كان مؤسس هذه البلاد صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- حريصا على مشاركة المواطن في المملكة في صناعة النفط للتنعم بخيرات هذه البلاد وكذلك المساهمة فيها ليكون جزءا منها. وقد كانت إحدى الخطوات التي كانت محل النقاش هي أن يكون جزء مما يتم اكتشافه من نفط يكون للمواطن حق المشاركة فيه من خلال المساهمة. وبالفعل، هذا ما سيتحقق للمواطن في الأيام القليلة القادمة. وبالرجوع لما رآه وسمعه المواطن في المملكة وتردد صداه حول العالم، فقد تم وضع النقاط على الحروف في مؤتمر صحفي حضره الكثير من إعلاميي الداخل والخارج، وتحدث فيه كل من معالي الأستاذ ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية وسعادة المهندس أمين الناصر، عن جزء يسير حول ما عليه أرامكو السعودية من مكانة عالمية ومتانة في الثقة والقوة التأثيرية على اقتصاد العالم مما يجعل الحديث عنها خبرا يتردد صداه حول العالم. وبعد فقرات المؤتمر، قامت أرامكو السعودية مشكورة بعقد جلسة معلومات لأصحاب التخصص، تحدث فيها الأستاذ سلطان موسى من شركة الأهلي المالية حول الكثير من النقاط الخاصة حول الطرح للأفراد. وحاليا وفي نهاية المطاف، فقد تحققت اللحظة التاريخية التي كان الكثير ينتظرها منذ فترة، وذلك بعد أن أعلن ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وبتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن طرح جزء من أرامكو السعودية مسألة وقت. وفي الوقت الحالي، وكون عملية إدراج أسهم أرامكو السعودية في السوق المالية السعودية، وهي الشركة النفطية الأكبر في العالم، ونظرا لعظم الحدث وتأثيره الإيجابي -إن شاء الله- على المجتمع السعودي، خاصة أنه تم الإعلان عما تخطط له حكومتنا الرشيدة من توزيع للأرباح أو منح الأسهم لمن يحتفظ بها لمدد معينة، فهناك لحظات انتظار من كل مواطن لمناقشة نقاط جانبية، سواء أكان ذلك عن السياسة العامة المستقبلية لأرامكو السعودية أو إيجابيات الطرح على الموظف السعودي أو آلية توظيفه. mulhim12@