مثلت «كاف» نقطة البداية لمعظم الرحالة والمستكشفين الغربيين، ومن أوائل هؤلاء الرحالة الذين جاءوا لزيارتها «الليدي آن بلنت» عام ١٨٧٩، ويوليوس ايوتنج، ورفيقه تشارلز هيوبر عام ١٨٨٣، وقدم هؤلاء الرحالة الكثير من المعلومات التي تصف جغرافية هذه المنطقة وتؤرخ لأحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتركيباتها السكانية سواء الحاضرة أم البادية، وآثارها العمرانية.
وأشارت «الشمري» إلى أن قرية «كاف التاريخية» تتميز بآثارها العمرانية الفريدة، منها قلعة «الصعيدي» تلك القلعة القديمة المتهدمة جزئياً وتعود للعصر النبطي، وبنيت فوق قمة جبل في الجانب الشمالي الغربي من القرية، ويحيط بها سور خارجي يحتوي على عدد كبير من الأبراج، وكانت وظيفتها العمل على حماية الطريق، ومثلت نقطة تحكم لحركة القوافل التجارية القادمة من شرق وجنوب الجزيرة العربية، وبلغ ارتفاعها حوالي ٩٦ مترًا، ويتم الوصول إليها عبر طريق وعر طوله نحو ١٢٠٠ متر من قاعدة الجبل حتى بوابة القلعة.
وأضافت: «تحتوي القرية على «قصر كاف» وهو يقع في سفح جبل الصعيدي شرقًا، وبُني في ٢٣ رجب ١٣٣٨ هجرية كما هو مدون على حجر فوق بابه، وأنشئ القصر في عهد الشيخ نواف بن النّوري بن هزاع الشعلان من قبيلة الرولة، الذي كان يحكم المنطقة ويتّخذ من هذا القصر مقراً لحكمه في ذلك الوقت، وتوجد في ساحة القصر بئر كانت تستعمل سجناً، عمقها يقرب من 8 أمتار، وفي أسفلها تجاويف واسعة، وضيقة للغاية من أعلاها، ووضع فوقها باب من الخشب يقفل ويفتح عند الحاجة».
يتضمن القصر مجموعة من الغرف والقاعات كان لها العديد من الاستخدامات، ويشمل أيضا عناصر معمارية مميزة مثل العقود والأعمدة والأفاريز الرائعة، إضافة إلى بقايا المنازل الأثرية القديمة والمكونة من 17 منزلاً، مقسمة إلى مجموعتين، الأولى تضم ثمانية بيوت، والثانية تتكون من تسعة بيوت، ويتوسطها مسجد قديم مبني من الحجارة، وتفصل بينهما فسحة من الأرض بها الينابيع وأشجار النخيل.
وأوضحت «الشمري» أن «قصر كاف» أصبح مقرًا للحكم السعودي في المنطقة، وتعاقب على العمل فيه عدد من الأمراء حتى نُقل مقرّ الإمارة في عهد عبدالعزيز السديري من قرية كاف إلى «القريات» الحالية، وتسلمت إدارة القصر وحدة الآثار والمتاحف بإدارة التعليم بالقريات، وقامت بترميمه وحولته إلى متحف.