وأوضح «الحربي» أن «الفيديو آرت» اشتهر كأحد الفنون ما بعد الحداثة في أوروبا وأمريكا، وبدأ في الظهور مع بداية الألفية في المنطقة العربية والخليج، ويمثل الفنانون في الخليج والمملكة أهم الأعمال المشاركة في الملتقى.
وأضاف: «نسعى لنخلق صورة قريبة من المتلقي ليدرك مدى تطوّر الفنون ومستواها المعاصر، ولنقدم تجارب فنية جديدة للمتلقي سواء الفنان أوالمتابع أوالناقد بدرجة لها أهميتها التقييمية؛ ليتعرف على التقنيات الحديثة ولمواكبة تكنولوجيا التعبير لفنون ما بعد الحداثة في السعودية والعالم، وتبادل الخبرات الجمالية والخصوصيات البصرية».
» مستوى عالمي
أوضح الفنان الإماراتي والمهتم بالفنون المعاصرة، حمدان الشامسي، أن ما يميز الملتقى هو أنه يجمع الفنانين على مستوى عالمي إضافة إلى تنوع الأساليب والمدارس الفنية في هذا النوع من الفنون، ومشيرا إلى أهمية وجود مثل هذه الملتقيات في المنطقة، معتبراً أن «الفيديو آرت» لم يأخذ حقه كفن، ويعتبر إحدى المنصات المهمة ويختصر رسائل طويلة في دقائق قليلة من خلال الفيديو.
وأكد «الشامسي» أنه يشارك للمرة الأولى بالرغم من متابعته للملتقى بشكل مستمر منذ انطلاق أول نسخة، قائلاً: «أشارك بفيديو أدائي ذاتي تحت عنوان «ليست عقدة»، وتكمن فكرته في أن المجتمع يميل إلى تقييدنا بأنماط متشابهة منذ نشأتنا وحتى الآن، ويعكس العمل كيف يتشكل ويتلون الأشخاص حتى يتم قبولهم في المجتمع».
» تجارب متنوعة
ومن جانبها، أشارت أستاذ مشارك في قسم التربية الفنية بسلطنة عمان د.فخرية اليحيائية، إلى تنوع الأفكار المعروضة، والتي تنم عن عقلية وفكر كل فنان، مما يعد إحدى جماليات الفيديو آرت، حيث يفرض ويقدم كل شخص ما بداخله بدون أي قيود من قبل مسؤول أو مجتمع أو غيرها.
وتابعت: «محظوظة بوجودي في الملتقى والذي يقدم تجارب متنوعة مختلفة الثقافات والأمزجة، ويمثل ثراء فكريا ومعرفيا ويساهم في إدخال المتلقي والفنان العربي والسعودي خاصة، في نوع من الممارسات التي تعد غريبة وفيها نوع من الحذر الشديد من قبل الفنانين على المنطقة العربية، وذلك يعود لطبيعة الفيديو آرت فهو مجال شائك ويدمج بين مجموعة من الفنون البصرية، وأتوقع أن يكون حضور التجارب السعودية والعربية في الدورات القادمة بشكل أكبر».
وقدمت «اليحيائية» ضمن فعاليات الملتقى محاضرة شملت ورقة عمل بعنوان «بين الفكرة وتحدي الممارسة»، والتي أكدت أن الورقة تناقش الأفكار في الفنون المعاصرة ومن ضمنها «الفيديو آرت»، وتبرز كيف تفرض الفكرة نفسها على المتلقي والساحة، مؤكدة أن الفنان إذا وجد الفكرة الحقيقية يستطيع أن يملك زمام الشكل الذي يمارس به فنه، وهو ما يؤكد أن الأساس لنجاح أي عمل من الفنون المعاصرة هي فكرة الفنان.
» تجسيد شعور
من جانبها تشارك الفنانة والمهتمة بالفنون البصرية، مها مطران، بعمل «حالة خمسة» وهو عبارة عن عرض أدائي قامت بتحويل وتوثيق مشهد منه إلى «فيديو آرت»، ويمثل تعبير الأنثى عن حالات وفترات تمر بها، وتكون ذات مشاعر متناقضة ومتقلبة.
وقالت: «أشارك للمرة الثانية في الملتقى، وعملت لمدة شهرين على العمل، ووجود ملتقى دولي للفيديو آرت في المملكة مدعاة للفخر، حيث يعد أحد أهم الفنون المعاصرة والتي لا نراها بشكل كبير في المملكة، وأتطلع لمشاركات شبيهة، وأتمنى أن يستمر الملتقى ويتنقل إلى عدة مناطق بالمملكة».
» التحرر من القيود
وعن رأيها في هذا النوع من الفنون قالت: «الفيديو آرت يعتبر مساحة كافية يجسد فيها الفنان شعوره دون أي قيود، فقط يقوم بتشغيل الكاميرا ويعبر سواء بأداء ذاتي أو توثيق للحظات وشعور معين، أو مشاهد قابعة في ذاكرته وغيرها». وعن التحديات والصعوبات التي قد تواجه الفنان في هذا الفن، قالت: «أرى أن هناك صعوبات تواجه النساء، فأحيانا الفنانة تود أن تجسد شعورا ذاتيا أو فكرة في العمل بشكل أقوى، ولكن لا تستطيع لوجود الضوابط التي لا تتيح لها الانفتاح بشكل كبير، ولكن الجميل بالموضوع أنها تستطيع تحويل كل شيء إلى رمزيات وتستخدمها في العمل الفني، وهذا المسار الذي وجدت نفسي فيه».