وفي رأيي أنها مناوشات كلامية؛ كونها تدور حول قضية تشجيع فريق محدد، ولا تمت بصلة للدين ولا الوطنية.. لأن من يقحم الدين والوطنية في أمر كهذا ويطلق هذه الأوصاف يقع في فخ الجواب عن هذا السؤال:
هل يعتبر من يشجع الفريق الأجنبي ناقص الإيمان أو خان وطنه لأجل ميول رياضية؟!
أقول هذا الكلام مع إيماني بأن الأولى تشجيع أنديتنا المحلية في مشاركاتها الخارجية أو على أقل تقدير نكتم التعصب ولا نجاهر ببغض ذاك الفرق.. لكن لو حصلت وكره أحد فريقا ما فهل نقصت وطنيته؟، فالوطنية ليست لباسا نلبسه ما وافقنا في الهوى ونخلعه عمن اختلف معنا في أمور عادية.. بطولات الأندية تظل بطولات أندية لا دخل للوطنية بها، وتناول هذا الأمر على أنه ضد الوطنية وتضخيمه سيثير البلبلة.
* كان الأولى مناقشة قضية ما الذي أوصل جمهور فريق ( أ ) وفريق ( ب ) لكراهية بعضهما البعض لدرجة أن يتمنى كل منهما خسارة الآخر خارجيا؟! هل المشكلة في الفريقين أم في أحدهما، أم في الوسط الرياضي بشكل عام؟!
* قلة الوعي، والجهل بحقيقة التنافس الرياضي الشريف وأن الكرة فوز وخسارة والهدف منها إمتاع المتابعين لا تناحرهم، وحب الذات المفرط الذي لا يقبل معه النقد أو تقبل وجهات نظر الآخرين.. وأضف لها التأثر السلبي بالإعلام من خلال مقالات الكتاب أو الإعلاميين المتعصبين في بعض القنوات الذين يؤججون الشارع الرياضي ويغالطون الحقائق.. كل هذه وغيرها أسباب تذكي التعصب الرياضي.. وللوقاية من مرض التعصب حكّم عقلك صح.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
إذا اعتبرت رأيكَ هو الحق، وكل من خالفك جاهل.. فتلك مصيبة والمصيبة أعظم!