أعوام كثيرة
وأشار يوسف الأسلمي إلى أن هناك جهودا مبذولة من قبل الجهات المعنية بالمحافظة ضد ما تتعرض له البيئة العامة لحفر الباطن من عدد من التجاوزات، ولكن ربما هذه المشاكل هي تراكمات لأعوام كثيرة، لا سيما أن الموقع الذي تقع به المحافظة وقربها من الصحاري التي تعاني من تواجد عدد من المواقع الملوثة من مختلف الملوثات، وهذا يجعلنا نطالب بتكثيف الجهود ومراقبة تلك المواقع، وهذا لا يعني إغفال دور الفرد في المحافظة على البيئة، فربما هو الأكثر تأثيرا ولا أبالغ إن قلت إنه لو قام الفرد بواجبه فإننا لا نحتاج جهودا كبيرة من الجهات الرسمية.. وهذا ما يجب أن يتفهمه كل فرد من هذا المجتمع. وأضاف: إن من أبرز واجبات الفرد للحفاظ على بيئته سليمة هو المحافظة على نظافته الشخصية والتي يندرج تحتها: عدم رمي النفايات في الشوارع وأيضا التقيد بتعليمات النظافة، كذلك عدم قطع الأشجار وتخريب المناظر العامة، فالبيئة بمعناها الواسع لا تعني شيئا أقل من حياة الإنسان ومستقبله؛ وعليه لا بد من توفير منظومة متكاملة للعمل البيئي الجاد بهدف خلق الوعي البيئي وتعزيزه ولا يخفى ما للإعلام من دور بالغ الأهمية في نجاح أي جهد إنساني، فالإعلام بوسائله المتعددة يمارس دورا حاسما في إيصال المعلومة وتثقيف الناس فيجب عليه كشف التجاوزات والتعديات التي تقع على البيئة، وتلقين الأطفال السلوكيات البيئية السليمة عن طريق القصص والرسوم المتحركة، وتغطية المؤتمرات والندوات المحلية الخاصة بقضايا البيئة، وتقديم برامج توعية بيئية من منظور ديني واجتماعي وثقافي.
كافة الإمكانات
وقال سلطان العايد: مما لا شك فيه أن انتشار هذه المخلفات وبشكل لافت بأرجاء المحافظة ناتج من عدم المسؤولية، فالبعض يتجرأ على رمي تلك المخلفات أيا كان نوعها في أماكن غير مخصصة لذلك، وهذا ما يتسبب في التلوث البيئي ويكون تأثيره السلبي مباشرة على الإنسان والحيوان والطبيعة والأرض، وبغير المنظر العام نحن نتكلم عن جودة حياة للبشر وكلنا نعلم أن هذه القضية نراها بشكل أكبر في الدول الفقيرة في العالم، لكن نحن نحمد الله أننا في هذه البلاد قد من الله علينا بالخير والبركة، والدولة - أيدها الله- وفرت كل الإمكانيات لتوفير بيئة وحياة كريمة للمواطن والمقيم والزائر، كما أن جهود أمانة محافظة حفر الباطن واضحة للحد من هذه الظاهرة بتخصيصهم رقما لاستقبال أي قطع من الأثاث التالف غير الصالح للاستخدام، وبدورها كجهة اختصاص تكون قد وفرت على المواطن عبء تحميل وإتلاف هذا الشيء، حيث يتم التخلص منه بالطرق الصحيحة وبإشراف المختصين.
وأضاف العايد: نحن أبناء مجتمع واحد، وما يقوم به أي فرد بتصرفه الفردي الخاطئ ينعكس تماما على الجميع، وللتثقيف دور هام جدا وهذا ما يفتقده المجتمع دون أن يشعر وهنا تكمن أهمية الحملات الإعلامية المكثفة وتركيزها على موضوع واحد معين خلال فترة معينة مناسبة للحدث، ولا أحمل أي شخص المسؤولية؛ لأننا كلنا مسؤولون عن محافظتنا، كذلك لا ننسى الدور الهام الذي تقوم به رابطة حفر الباطن الخضراء التطوعية في التشجير والبيئة والمحافظة عليها وبمجال التوعية والحملات التثقيفية وحملات التشجير الذي كان له أثر إيجابي لخلق بيئة نظيفة، حيث تقام في هذه الأيام حملة «شجرة لكل منزل» من قبل رابطة حفر الباطن بالتعاون مع أمانة محافظة حفر الباطن وقد تم توزيع أكثر من ألف شتلة على المخيمات في أرجاء المحافظة، وهذا ما يبعث حالة من التفاؤل في أن تكون مدينتنا خضراء مثمرة خالية من كل الشوائب والمخلفات التي أضرت بالإنسان والحيوان والبيئة.
أعداد هائلة
وقال المواطن سلطان ناصر السهلي: نعاني نحن سكان حفر الباطن من هذه المخلفات والحيوانات النافقة على أطراف المحافظة وبالأخص نحن سكان حي السليمانية من وجود إطارات بأعداد هائلة خلف ممشى الشمال، حيث إنه قريب للحي الذي نقيم به، ودائما يتم إشعال النار بالإطارات لغرض بيعها من قبل مجهولين ونعاني من الدخان، أما الحيوانات النافقة التي على طريق الفاو فهي تشوه المناظر وتبعث الروائح الكريهة للمتنزهين، ولم نستطع إيجاد مواقع نظيفة للمخيمات والتنزه إلا بمسافات بعيدة.
ومن الحلول، يجب تثقيف المواطنين ورعاة الغنم بعدم رمي الحيوانات النافقة قريبا من المحافظة أو يتم وضع أماكن مخصصة لها من قبل البلدية.
دور المناطق
وأوضحت أمانة محافظة حفر الباطن على لسان متحدثها الرسمي محمد الشمري أن الأمانة تواصل جهودها داخل المدينة ونطاقها العمراني، حيث سبق أن قامت الأمانة بعدة جولات مكثفة بهدف تنظيف المناطق المحيطة وتعزيز دور المواطن في المحافظة على البيئة، حيث قامت الأمانة بتركيب أكثر من 120 لوحة إرشادية لتوعية وتثقيف المواطنين والمقيمين داخل المحافظة وداخل النطاق العمراني. وأوضح أمين حفر الباطن م. علي الغامدي أن الأمانة تقوم الآن بجولات مكثفة لإزالة الحظائر القريبة من المدينة، كما تأمل الأمانة من الجميع الاهتمام بالبيئة ونظافتها والمحافظة عليها.