في بيئة العمل طبقية تعتمد على الجنس وليس على المنصب ولا المكانة. نجد بعض الإدارات تنقل عادات بيت مديرها في التعامل مع النساء؛ لأن «الحريم مكانهم داخل» وذلك لخصوصيتهن، أو كما قيل لي مرارا «لآخذ راحتي»، وهي جملة لا أعرف معناها عندما أحضر للعمل، فراحتي آخذها في بيتي.
المرأة في هذه الفترة تلقى اهتماما واسعا، ويعرف الكثيرون أن هناك ضغوطا على الجهات المختلفة لإزالة الحواجز والتمكين الفعلي بتساوي الفرص، ولكن بدلا من ذلك يعترف البعض من المسؤولين الرجال - بكل بساطة - بأنهم لا يعرفون كيف يطبقون ذلك، ويظنون أن أخذ بعض الصور الجماعية التي «تزينها» النساء تفي بالغرض.
عندما أتطرق لموضوع جلوس المرأة أَجِد ردودًا من زملائي الرجال تحسسني بأنني أبالغ، وأنني مقَدَّرة، وأنني أسأت فهم النوايا، وغيرها من التمليح غير المستساغ. وإن كان الاعتقاد بأنني أبالغ فتأكدوا أن الواقع الذي تمر به المرأة يمكن وصفه «بالمحير»، إن كنا نود التلطيف، و«بالمهين» إن كنا واقعيين.
في جميع مناطق المملكة هناك عادات وتقاليد تخص الجلوس في المجلس. تحدد مكان المضيف والضيوف وترتبهم حسب أهميتهم في المجلس من صدره إلى أقصى أطرافه. في الكثير من المجالس يتم الترتيب حسب العمر ولكلٍ احترامه ومكانته.
هل يعقل أن مجتمعا توارث أمر أهمية تقدير الأشخاص من حيث الجلوس لا يعرف أين تجلس النساء في العمل؟ لم يعد كون الشخص «رجلا» مؤهلا يعطيه مكانة أعلى من امرأة ذات منصب وتحديدا في بيئة العمل.
على المؤسسات وضع السياسات الواضحة والموحدة التي تنظم التعامل بين الرجال والنساء في شتى المجالات، على أن تكون سياسة تعطي الجميع حقه، ولا تخضع للضغوط الاجتماعية ولا الأهواء الفردية. في بيئة العمل أستطيع أن أغششكم.. فإن استعصى الأمر في أين تجلس المرأة فخذ بالقاعدة التالية: عاملها وكأنها من جنس البشر.