فالجواب على السؤال الأول هو أنه ليس كل طلاق يكسر المرأة، إلا لو كان الطلاق باجبار من والديها أو من أهلها أو من أهل الزوج وللزوجين الرغبة في استمرار زواجهما فيكون الطلاق في هذه الحالة كسرا للمرأة، أو في حالة لو كان الطلاق من زوج ظالم لزوجته بقرار الطلاق وهي لديها الرغبة باستمرار الزواج من أجل استقرار ابنائها أو وضعها الاجتماعي أو لديها الأمل بإصلاح زوجها، فهذه حالات الطلاق التي تكسر قلب المرأة، لأن في بعض حالات الطلاق يكون رحمة للمرأة وللرجل كما قال تعالى "وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما"، ففي هذه الحالة لا يكون كسرا لقلبها، حتى أن أحد التعليقات التي تؤيد هذا الأمر أن امرأة علقت بقولها: ليس كل امرأة تنكسر بالطلاق فبعض النساء يولدن من جديد بعد الطلاق، وهناك نساء تحتفلن بالطلاق فرحا بسبب تخلصهن من الظلم الواقع عليهن،
أما جوابنا على السؤال الثاني فإنه قد تكون هناك أسباب أخرى تساهم في كسر قلب المرأة، ولكن النبي الكريم - عليه السلام - أراد من الحديث التوصية بالنساء والصبر عليهن بعدم الاستعجال بتطليقهن في حالة لو كانت هناك مشكلة زوجية، لأن الإصلاح يحتاج لوقت وصبر، على الرغم بأن الرجل لا يستغنى عن المرأة أبدا فإن لم تكن زوجته فقد تكون أمه أو أخته، ونص الحديث هو عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها، كسرتها وكسرها طلاقها.
فلفظ (وكسرها طلاقها) توجيه نبوي بالصبر والحلم وسعة الصدر لأن ليس كل مشكلة ممكن أن تعالج بالقوة والعنف وخاصة لو كانت مشكلة زوجية، وهذا الحديث أساس في علم فهم النفسيات ومهارات التعامل معها، لأن مقاسات المرأة تختلف عن مقاسات الرجل في التفكير والشخصية والنفسية والتصرف، وحتى في حساب الوقت وتنفيذ المهام والإدارة المالية، فبينهما اختلاف وهذا الاختلاف لا بد من احترامه واستيعابه، فالتطابق بين الرجل والمرأة مستجيل ومن الخطأ أن نعامل المرأة كأنها رجل، وإنما علينا أن نعاملها بأنها امرأة لها احتياجاتها الأنثوية كما للرجل احتياجاته الذكورية (فليس الذكر كالأنثى).
ومن التعليقات الطريفة والمضحكة التي وردت على السؤال عندما طرحته أن البعض قال وهو تعليق من شاب مقبل على الزواج، قال إنه لا يريد أن يتزوج من امرأة من زجاج، ولكنه سيبحث عن امرأة من بلاستيك حتى لا تكسر، وقال آخر أريد أن أتزوج امرأة من زجاج ضد الكسر، وتعليق آخر من امرأة قالت وهي تهدد: خليه يكسرني راح أجرحه بزجاجتي.