عندما تذهب في جولة إلى أحد الأسواق في مدينة الرياض أو جدة وبقية المدن الكبيرة كالدمام وبريدة وجازان وغيرها، ستلاحظ بالتأكيد أن اللباس الرسمي بدأ يندثر أو على وشك وربما بعد عشر سنوات لا تجد من يرتديه إلا القليل والحال كذلك في المطاعم والمقاهي والمتنزهات وبقية المواقع، وللحق إن الالتزام بالزي الرسمي يختلف من مدينة لأخرى، فكلما كانت المدينة كبيرة ومفتوحة وتستقطب الوافدين والسياح يقل ارتداء الثوب والشماغ، وكلما كانت المدينة صغيرة وتقل فيها وسائل الجذب يكثر ارتداء اللباس الرسمي، ما يؤكد ضرورة سن قوانين تحافظ عليه في ظل النقلة التنموية التي تشهدها المملكة والتي ألقت بظلالها على هذا الزي الذي ينظر إليه بعض الشباب على أنه لا يتماشى مع الموضة الحديثة.
لنكن واقعيين ونعترف بأن دول الخليج العربية هي الدول التي ما زالت متمسكة بلباسها الرسمي مقارنة ببقية الدول الأخرى سواء عربية أو غيرها التي لا تتذكر لباسها الوطني إلا في بعض المناسبات والأعياد الرسمية وبعد ذلك لا تعرفه إلا على استحياء، وأقولها بصراحة أخشى أن يتحول بنا الحال مثل تلك الدول ونهجر الشماغ والثوب اللذين يمثلان رمزا مهما بالنسبة لنا وعلامة فارقة تميزنا عن غيرنا، فعندما نرتديهما يعلم الجميع أننا من السعودية أو من مواطني دول مجلس التعاون، وبصراحة ما أشاهده حاليا في أماكن التجمعات سواء أسواقا أو مطاعم وغيرها لا يبشر بخير بالنسبة لهذا الهندام ولنتعظ من الدول الأخرى التي بدأت هكذا حتى انتهى الأمر إلى الوضع الحالي، فاللباس الوطني إذا لم نتذكره سوى في الأعياد الرسمية والمهرجانات فقط كما هو حاصل لدى الشعوب الأخرى فهو بالتأكيد رسالة على اندثاره وتناسيه مع مرور الوقت.
برغم ما تحدثت عنه من تجاهل الكثير من الشباب لهذا اللباس واستبداله بالبنطلون والتيشيرت إلا أن حرص الغيورين عليه سيعزز من مكانته ويدعم بقاءه، وأود الإشارة إلى تعميم أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان أميرا للرياض بضرورة مراجعة الدوائر الحكومية للسعوديين باللباس الرسمي، وهو ما أكد أهمية الزي الوطني وضرورة ارتدائه ليبقى في أذهان أجيالنا، وكذلك تعميم وزارة التعليم الذي يؤكد على طلبة المدارس المتوسطة والثانوية الحكومية الحضور للمدرسة باللباس الرسمي برغم أن المدارس الأهلية تتهاون في تطبيق هذا التعميم، وكذلك الجامعات التي يفترض أن تخطو نفس الخطوات؛ للحفاظ على لباسنا من الاندثار، أيضا قنوات الإعلام الرسمية وشبه الرسمية يفترض أن تركز على ترسيخ هذا المفهوم.
أتمنى من الجهات المسئولة إعادة التأكيد على تفعيل الأوامر السابقة وأهميتها لإبقاء زينا الرسمي في أذهان وعقول أبنائنا.