ولكن يبقى السؤال مهما في الموازنة بين هل أعيش نصف سعيد مع شخص أم أعيش وحيدا؟ خاصة في حالة لو فكر أحد الطرفين بالطلاق وهو بعمر متقدم فتكون فرصة الزواج الثاني شبه ضعيفة، فقد يكون الاستمرار في العلاقة بسبب الأولاد أو لإشباع حاجات شخصية أو بسبب توفير حياة كريمة مرفهة، فلو كان هذا السبب فليس خطأ أن يختار الإنسان أن يعيش نصف سعيد وهو يحقق مثل هذه الفوائد من الزواج، فلا توجد سعادة كاملة ولا يوجد زواج من غير منغصات، ولكن الإنسان يحاول أن يتعايش مع مرارة الحياة وآلام العلاقة طالما أن نسبة الإيجابيات فيها أكثر من السلبيات، فالمعادلة صعبة وخاصة في مسألة الطلاق، وأذكر أن امرأة دخلت علي تستشيرني في أمر طلاقها وقد أحضرت ورقة كتبت فيها إيجابيات وسلبيات الطلاق أو الاستمرار، وقالت بعدما كتبت الورقة صرت في حيرة أكثر، فقلت لها لماذا؟ قالت: لأن إيجابيات الطلاق وإيجابيات الاستمرار متساوية، كما أن سلبيات الطلاق وسلبيات الاستمرار متساوية فما عرفت اتخذ قرارا، فقلت لها طالما أن الإيجابيات والسلبيات تساوت إذن في هذه الحالة ننتقل لمعيار آخر في الحكم، وهو أن ندرس درجة كل إيجابية ودرجة كل سلبية، ثم طلبت منها أن تعطي درجة من عشرة لكل سلبية وإيجابية، فقيمت السلبيات والإيجابيات وجمعت نتائجها فظهر لها أن الطلاق حصل على درجة أكبر من الاستمرار، فقلت لها إن الدراسة والتحليل يساعدانك على اتخاذ قرار الطلاق فهو الصواب والرأي لك في النهاية.
فأحيانا تظهر النتائج أن الطلاق أفضل ولكن التفكير في هل تعيش نصف سعيد أم وحيدا ورغبة الشخص في ألا يعيش وحيدا ولا مانع عنده بأن يعيش نصف سعيد قد تغير قرار الطلاق عنده على الرغم من قناعته بالطلاق، وهذا تكنيك مهم أستخدمه أحيانا في مناقشة كل شخص بدأ يفكر بالطلاق.