فالسلوك اللامسؤول حالة غريبة مزعجة من الفردانية والتقوقع حول الذات، وانعدام التفاعل، توافرت صفات الإهمال في ذات أدائها الشخصي، غير متعاونة، ولا تهتم بمصلحة المؤسسة التي تعمل بها.
سلوك اللامسؤولية هذا، من أكثر السلوكيات المرفوضة سوءاً، وبالفعل من أَمِن العقوبة أساء الأدب.
المشكلة ليست فطرية، غالباً ما تعود للتربية والتنشئة الاجتماعية، غرس مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الفرد يجب أن يبدأ منذ الصغر، وهي من مهام التربية والتعليم ومن مهام المناهج الدراسية وطرق التدريس.
ولا تخص مؤسسة تربوية دون أخرى، فالمسؤولية الاجتماعية قيمة تبدأ في الأسرة منذ سنوات الطفولة الأولى، تُغرس في أذهانهم للمحافظة على مكونات البيئة ومسؤوليتهم تجاه الآخرين وتجاه المجتمع، والمسجد والرفقة الصالحة والإعلام وجميع المؤسسات مسؤولة عن ترسيخ هذا المفهوم لدى كل أفراد المجتمع.
نحن بحاجة لتطبيق هذه القيمة وتطبيق مبدأ الوعي لنشر الأخلاقيات والسلوك الإسلامي الحضاري، وكذلك بعض طبقات المجتمع ذات النظرة الفوقية التي تُشعر من هم دونها بالدونية وتسبب لمن دونهم الإحباط الدافع للامبالاة. التي هي عملية تراكمية من الإحباط والشعور بالنقص تتكون خلال فترة مراحل النمو، أضف إلى ذلك قبول الموظف العمل بغير التخصص، فقط من أجل الراتب لعدم حصوله على عمل في تخصصه، كلها تُولّد نوعاً من اهتزاز الانتماء الاجتماعي والسلبية. لا أبرر سلوكهم إلاّ في حالة كونهم مرضى نفسيين، نتيجة التراكمات المحبطة.
تعريف اللامبالاة بالنسبة لعلماء النفس «حالة وجدانية سلوكية، تقود تصرف الفرد تجاه عمل معين»، ومن أسوأ مظاهر هذه الحالة أنها تبعد الشخص عن التفكير بالنتائج، وإذا ما فشل فإنه يظهر نوعا من الحقد والكره للمجتمع فيعمل بلا مبالاة وبلا مسؤولية.
دورنا كأسر ومؤسسات بأنواعها أن نمنحهم الثقة والاهتمام ليكون دافعاً لإبداعاتهم، فكل إنسان له جوانب إيجابية يجب صقلها، وكمدراء دورهم كبير في نشر الحماس، والتنافس والاهتمام بمهاراتهم الصغيرة والكبيرة.
أتمنى تضافر عمل المؤسسات التربوية والاجتماعية وتكامل جهودها والتنسيق قدر الإمكان فيما بينها من أجل تنمية المسؤولية الاجتماعية.
دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول قضايا المجتمع وتعزيز قيم المسؤولية والمواطنة والمشاركة الإيجابية كبير، ننتظر منهم أكثر في صناعة الوعي فالخبرات والتجارب والعالم المفتوح والثقافات المختلفة عامل رئيس في نحت الوعي لدى اللامبالين ودفعهم للتغيير وإعادة تشكيل أنفسهم للأفضل.