المقدمة تحمل مشاعر ومخاوف الناس من الربع الخالي، لكن الحقائق والمعلومات تؤكد أنه مصدر للعديد من الثروات الطبيعية، ويحوي أسرار حضارات سادت ثم بادت وطمرت تحت الكثبان الرملية الشرسة، ومنها حضارة قوم عاد الذين شيدوا إرم بفن معماري متميز لم يكن له مثيل حتى اليوم.
اهتمت البعثات الاستكشافية الغربية بدراسات الربع الخالي، حيث تتوالى عليه منذ حوالي سبعة وثمانين عاما لمعرفة المزيد عن الحضارات الإنسانية التي عاشت في هذه الصحراء التي تغطي كثبانها الرملية أسرارها المطمورة. سيكون لهذه الاكتشافات دور كبير في تدفق الاستثمارات والسياح إلينا، بل سيكون الربع الخالي مسرحا تاريخيا طبيعيا للتطور البشري. المدن والقرى تحت الكثبان الرملية تحتاج لمستكشفين من علماء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي المتخصصين في الآثار والجيولوجيا والتاريخ البشري والاحفوريات والمعادن والعمارة.
كشفت عوامل التعرية في الربع الخالي عن وجود هياكل عظمية لحيوانات تعيش في مياه الأنهار والبحار ما يشير إلى أن هذه الصحراء كانت غنية بالمياه على السطح قبل أن تغمرها الكثبان الرملية المتحركة. المياه الجوفية متوافرة بكميات كبيرة تحت هذه الكثبان الرملية، لكنها تحتاج لشركات متخصصة في الحفر العميق والاستخراج والتنقية وتمديد الأنابيب إلى خزانات إستراتيجية. صحراء الربع الخالي غنية بالبترول، حيث تم اكتشاف حقل شيبة في 1968م، ويعتبر من أكبر الحقول المنتجة للبترول، وتؤكد الدراسات الجيولوجية توافر الغاز في الربع الخالي بكميات تجارية كبيرة.
الخلاصة الربع الخالي مليء بأسرار حضارات وموارد طبيعية من بترول وغاز ومياه في طبقات جيولوجية عميقة ومعادن وآثار لا تقدر بثمن، لذلك يتطلب المزيد من الاستكشافات والدراسات والحفريات للوصول إلى الكنوز المغطاة بالكثبان الرملية التي تشكل فنونا هندسية جميلة تسر الناظرين.