وقدم الفنان التشكيلي زمان جاسم، أحد المشاركين في المعرض، شكره لوزارة الثقافة على اختيارها المنطقة الصناعية بالدرعية منصة لعرض هذه الأعمال، ووصف الاختيار بالرائع؛ كون المنطقة تحولت من منطقة صناعية لمنطقة فنية تقام فيها معارض الفنون البصرية. وأضاف معللا سبب إشادته بالموقع، إن العرض التقليدي للفنون أصبح من الماضي في العالم، ولم يعد الشكل الجمالي هو المسيطر على العروض بل المفهوم الفكري والإبداعي الذي يقف خلفها، لذلك فالتوازن بين الفنون الجميلة والفن الحديث المعاصر مطلوب، وهذا ما يحققه معرض «من الداخل».
وعن مشاركته في المعرض قال: أشارك بعمل اسمه «شواهد» جمعت من خلاله مجموعة كبيرة من «المناشير» المستخدمة في المناطق الصناعية لمناقشة حالة التغيير في منظومة العمارة والحياة، باعتبار أن هذه المناشير شاهدة على التغير من بيوت الطين للتطور الحاصل حاليا في العمارة.
» المتعة البصرية
أما الفنان خالد بن عفيف، فيشارك في المعرض بعمل سماه «جدي»، يدعو فيه للتأمل والاتصال بالزمن الماضي وطريقة تفكير الآباء والأجداد من خلال الطين واستخداماته، ويقول عنه «تهمني الفكرة أكثر من المتعة البصرية، أجدادنا صنعوا من الطين بيوتهم وأوانيهم وأدواتهم، كان الطين أشبه بالبترول لهم، لذلك فإن عملي عبارة عن أسطوانة يمكن اعتبارها ساعة زمن تسافر بك للماضي لتعيش ما عاشوه.
» الفن المفاهيمي
وعن استيعاب الجمهور لهذا الفن، قال خالد بن عفيف: الفن المفاهيمي فن مثير، فهو يجعل المتلقي في حالة استثارة، هو فن بلا أقواس، يترك لك حرية التفسير والتحليل، لذلك لا يعنيني ألا تفهمني، بل يهمني أن يكون لك مفهومك الخاص حول العمل حتى لو خالفتني.
» عمل مبتكر
ويشارك الفنان التشكيلي مهند شانو في المعرض بعمل مبتكر يتأمل فيه فكرة الاتصال بين البشر، ويتحدث عن عمله الذي يعرض لأول مرة في معرض «من الداخل» قائلا: البشر على اختلاف تجاربهم في الحياة يعتقدون أنهم مختلفون عن بعضهم، لكن المشتركات بينهم كثيرة، وهم في الحقيقة متواصلون بشكل أكبر مما يعتقدون.
» ترابط الأجيال
فيما تذهب الفنانة السعودية ميساء شلدان بعملها الذي تشارك به في المعرض إلى العلاقة التي تربط الجيل القديم بالجديد، والأسس التي بني عليها ما هو موجود اليوم، ويتكون عملها من جدار تعمدت الفنانة تركه ليصدأ مدة أربع سنوات ليصل لمستوى لوني معين ووضعت فوقه قطعا ملونة من الحديد المصقول والملون المترابط؛ لتعطي فكرة ارتباط الماضي بالحاضر.
» تناغم الطبيعة
وأضافت: كما ساعد حبي للطبيعة إحساسي برؤية التناغم بينها وبين عواملها وقوانينها، وكيف تلعب أدوارها بإتقان في صنع الجمال، فاخترتها ليكون الصدأ والزمن أهم العناصر التي أستخدمها مع ألواني في تجسيد أعمالي الفنية.
» جودة الحياة
يذكر أن المعرض يأتي ضمن مبادرات برنامج «جودة الحياة» أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وهو خطوة أولى ضمن خطة وزارة الثقافة لتحويل الدرعية إلى منطقة للفنون المعاصرة كمنصة يتم من خلالها الاطلاع على الأعمال الفنية من دول العالم.