وأُدرجت شركة «أرامكو السعودية» رسميا في السوق المالية السعودية «تداول»، أمس، بعد إتمام عملية الاكتتاب العام الأولى لأسهمها بنجاح، وتم تحديد رمز مؤشر أسهمها تحت اسم «تداول: أرامكو»، وتم بدء تداول أسهمها بسعر «32» ريالا للسهم الواحد.
» 5 ملايين مكتتب
وسجلت عملية الطرح التي انقضت فترتها بنهاية يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2019م، مجموع طلبات اكتتاب من قبل المكتتبين من الأفراد والمؤسسات بمبلغ وقدره 446 مليار ريال سعودي، أي ما يعادل 119 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعادل نسبة تغطية تبلغ 4.65 أضعاف إجمالي أسهم الطرح «بافتراض عدم ممارسة خيار الشراء»، ونجحت عملية الاكتتاب في استقطاب أكثر من 5 ملايين مكتتب.
» الحد الأعلى
وباعت المملكة 3 مليارات سهم عادي من خلال عملية الاكتتاب العام «لا تشمل خيار زيادة التخصيص»، التي تمثل ما نسبته 1.5% من رأس مال الشركة، وبسعر يمثل الحد الأعلى للنطاق السعري المعلن عنه، وبلغت القيمة الإجمالية للطرح 96 مليار ريال سعودي / 25.6 مليار دولار أمريكي «بافتراض عدم ممارسة خيار الشراء»، ما يجعلها أكبر عملية طرح في العالم.
» حدث تاريخي
وقرع كل من رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر الرميان، ورئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين م. أمين الناصر، جرس الإعلان إيذانا بإدراج الشركة وتداول أسهمها في «تداول»، وشارك في الاحتفال بهذا الحدث التاريخي كل من أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الإدارة التنفيذية في أرامكو السعودية، ورئيس مجلس إدارة تداول سارة السحيمي، والمدير التنفيذي لتداول خالد الحصان، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات الممثلة لقطاعات حكومية.
» فخر واعتزاز
من جانبه، قال الرميان: «هذه لحظة فخر واعتزاز تاريخية لأرامكو السعودية ومساهمها الرئيس، المملكة، إيذانا بدخول الشركة حقبة جديدة كشركة مدرجة في تداول، تحت مظلة واحدة مع جميع مساهميها الجدد من الأفراد والمؤسسات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي على حد سواء.
» شفافية وحوكمة
وأضاف: ينصب تركيزنا كمجلس إدارة للشركة على تحقيق مصلحة جميع المساهمين، وتوجيه أعمال أرامكو السعودية في سبيل الاضطلاع بدورها الحيوي في توفير إمدادات الطاقة عالميا، مع السعي لرفع مستوى الشفافية والحوكمة، وتحقيق القيمة بشكل مستدام بما فيه مصلحة جميع مساهميها، وتعمل الشركة على عملية استغلال رأس المال العامل بصورة منهجية، والاعتماد على فريق إداري على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة.
وأوضح أن هذا الحدث الذي نشهده اليوم يؤكد التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة السوق المالية السعودية، التي يتم تنفيذها بخطى سريعة وعزيمة.
» تاريخ عريق
من جهته، قال الناصر: «إن إدراج أرامكو السعودية في تداول لأول مرة منذ تأسيسها قد جاء نتيجة لأكبر عملية اكتتاب عام شهدها العالم، وذلك يمثل يوم فخر كبير لمنسوبي الشركة وبداية مرحلة جديدة مهمة في تاريخها، ولأرامكو تاريخ عريق وسجل حافل يعود إلى عام 1933م استمدت نجاحها منذ البدايات، من أسس مهنية قوية، وقيم عمل راسخة، أرساها موظفو الشركة السابقون، وعززتها الأجيال اللاحقة منهم، واليوم، يتولى فريق العمل في أرامكو السعودية، من موظفات وموظفين في جميع أنحاء العالم مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث العظيم، وتنميته وتطويره، والوصول به إلى آفاق جديدة غير مسبوقة».
» ثقة عالية
وأضاف: «إننا على قناعة تامة بأن حجم الطلب الذي شهدناه من قاعدة عريضة من المستثمرين الأفراد وهذه المجموعة الكبيرة من المؤسسات، إنما يدل على حجم ثقتهم في أرامكو وأدائها التشغيلي والمالي القوي، ورؤيتها الإستراتيجية بأن تكون الشركة الرائدة والمتكاملة عالميا في مجال الطاقة والكيميائيات، من خلال العمل ضمن مبادئ الاستدامة وفي إطار لا يضاهى من الموثوقية».
وأشار إلى أنه وبفضل الإنتاج منخفض التكلفة والإمدادات الموثوقة التي توفرها الشركة من النفط الخام منخفض الكثافة الكربونية إلى عملائها، سيظل تركيز الشركة متمحورا حول تحقيق أفضل قيمة ممكنة لجميع المساهمين عبر مختلف تقلبات أسعار النفط الخام.