واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
لا بكت نجد العذية تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها
حنا هل العادات مخضبين سيوفنا
والطيور الحامية جادعين لحومها
صعبة أفعالنا لابغاها غيرنا
وكلمة التوحيد حنا عمار رسومها
حنا هل العوجا نهار الملاقى عيدنا
والجزيرة كلها مدبين قرومها
لابتي عوج المراكيض هذا سوقنا
بيعوا الارواح في الهوش باول سومها
مرخصين ارقابنا لا زهمنا شيخنا
والقبايل كلها شيخنا قيدومها
في تواريخ العرب راسمين علومنا
وعادة الدنيا تزول وتدوم علومها
والشاعر ابن دحيم لا يزال ذكره وصيته بين محبي الشعر الشعبي القديم، وبالأخص في احتفالات يوم العيد بإقامة العرضات السعودية، ويتم فيها شيل حربيات ابن دحيم ويأتي على رأسها هذه القصيدة المشهورة.
تذكرت هذا الشاعر، دائم الحضور، عندما جمعني مجلس بأحد أحفاده، وهو خالد فهد سعد فهيد بن دحيم، ودار الحديث عن جده، الذي كتب كثيرا من الشعر، ولكنه برز في مجالات الحماسة والحربيات، وكان ملازما للملك المؤسس في غزوات وحروب توحيد هذا الكيان الشامخ، ولذلك كانت قصائده تنبع من أحاسيس صادقة ومشاهدة على أرض الواقع، وذكر حفيده أن الكثير من شعره الذي يعتبر جزءا من تاريخ هذا الوطن لم يتم جمعه، ولديهم معرفة بطريقة الوصول لتلك القصائد وجمعها وترتيبها لتظهر بالشكل المناسب، وتقديم هذا العمل لقادة هذه البلاد - حفظهم الله -، والجيل الجديد الذي نشأ بعد توحيد أجزاء هذا الكيان الشامخ ولم يعرف شيئا عن كفاح المؤسس ورجاله المخلصين، وحجم التضحيات الكبيرة التي تم بذلها لنصل إلى ما وصلنا إليه من تقدم وتطور في كافة المجالات، فما تحقق - ولله الحمد - على أرض السعودية أشبه بالمعجزة، حيث كانت هذه المنطقة عبارة عن مدن أشبه بالدويلات المتناحرة، التي لا يجمعها سوى الحرب والقتل، إلى أن سخر الله لهذه البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فوحد بعد جهاد، وبنى بعد خراب، وجمع بعد شتات، ليبني - بتوفيق الله - هذا الكيان الذي أدهش العالم، وأصبح محطة للسلام والأمن والأمان، ينثر شعاعه على كافة أرجاء المعمورة.
كما أشار إلى رغبته بالتشرف بالسلام على قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.. وهذا شرف لا يوازيه أي شرف أو مكانة للجميع.
ما أحوجنا إلى المحافظة على الوطن، والوقوف صفا واحدا في وجه من تسول له نفسه المساس بمكتسباته أو وحدته، ولنتذكر جميعا بناة هذا الكيان الشامخ، ونقول رحمهم الله جميعا.