ورصدت «اليوم» آراء المعلمين في التقرير التالي.
» مقومات التعليم
قال محمد العنقري «معلم ومشرف متقاعد»: ليت مدير التعليم استعاض عن هذه الندوة في معرض الكتاب بجولة للإعلاميين في مجموعة من المدارس، التي يختارونها بشكل عشوائي، ليرى الجميع ما يعيشه الميدان التربوي من نأي عن كل مقومات التعليم العصري قبل الحديث عن مقومات تعليم الغد، فالميدان يفتقر إلى المعلم المؤهل والمدرسة اللائقة، والإدارة العصرية الحديثة والمقررات، التي تتوازى مع روح العصر ومعايير التربية، كما تفتقر المدارس إلى المعامل وورش العمل، ومراكز مصادر التعلم الحقيقية، وإلى الأنشطة، التي ترعى مواهب الطلاب وتحترم عقولهم وأفكارهم.
وأضاف: البيئة التعليمية، التي يدير جزءا منها المحاضر تقوم على النمطية والإدارة التقليدية، التي يبقى فيها الإداري على كرسيه حتى التقاعد أو الموت، والمقررات تتغير ببطء كأنها تسير على ظهر سلحفاة، والأنشطة تهيمن عليها فئة تكره الإبداع وتؤطر كل موهبة وفق قوالب مسبقة الصنع تجاوزها الزمن، بينما التعليم العصري والاستعداد للغد لا يحتاج لمحاضرات تشبه قصائد الشعراء الرومانسيين، بل تحتاج لعقول وإدارة تعي جيدا أن الطلاب تجاوزوا المدارس.
» الطرق التقليدية
أما القائد التربوي محمد سعيد الغامدي من مدرسة عمورية الثانوية، فقال: لا شك أن التعليم اليوم هو تعليم مختلف عما كان عليه بالأمس، لاسيما مع مواكبة التغيرات التقنية والمستحدثات التعليمية، التي تسوق للمعلومة العلمية بطرق تخاطب مهارات التفكير العليا، التي من شأنها إعداد متعلم يتمتع بمهارات عالية تمكّنه من الإبداع والابتكار بعيدا عن الطرق التقليدية، كالتلقين والإلقاء المتمثل في حقن المعلومة في ذهن الطالب، الذي يقوم بدور المتلقي فقط، وما ينتج عن ذلك من تعطيل للمهارات، التي يحتاج الطالب إلى إتقانها، وهي جزء من مفردات المنهج الدراسي وأهدافه، التي يجب أن تتحقق بدرجة كبيرة، أو على أقل تقدير يتحقق الحد الأدنى منها، ومن هنا نشد على أيدي الأبناء الطلاب والزملاء المعلمين للسعي حثيثا في سبيل تطوير أدوات التعليم وطرقه؛ لمواكبة الركب العالمي والإسهام بفاعلية في تحقيق رؤية وطننا الفتية 2030 مع التركيز على التقنيات المتطورة في التعليم، وتحديث طرائق التدريس، وتوفير بيئة صفية مجهزة بكل الأجهزة الحديثة.
» طموحات كبيرة
وأكد المعلم في مدرسة محمد عبدالوهاب الابتدائية محمد الرايقي أن طموحات المعلم كبيرة، إلا أن طموحات إدارة التعليم بجدة أكبر من خلال ما رأيناه من مديرها د. سعد المسعودي، الذي يسعى لتطوير الجوانب التقنية للمعلم ليتواكب عمله مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، لكن هناك بعضا من العوائق تحتاج إلى تدخل الوزارة من خلال سنها قوانين تحفز المعلم على مواكبة التطور التقني والابتعاد عن التلقين من خلال منح المعلمين رتبا أو مميزات؛ ليزيد التنافس فيما بينهم بحيث تتاح للمعلم الحاصل على دورات في التطوير والإتقان التقني للمادة، التي يدرسها فرصة أكبر في النقل أو الترشيح للمناصب القيادية كمشرف تربوي أو قائد تربوي، واستناد المناهج إلى رؤية واضحة طموحة، منوها بأهمية مواءمة مناهج العلوم بصياغة وطنية، للحفاظ عليها من التشوه وإبعادها عن التناقض، كما يجب أن تستند المناهج إلى الشمولية، لتؤثر بشكل إيجابي في أركان المواطن، وتسهم في تطوير الشخصية بشكل إنمائي.
» معلم القرن
ورأى الفنان التشكيلي نهار مرزوق أن البرامج، التي تقدمها إدارة تعليم جدة هذا العام عملت على تطوير وبناء المناهج والمعلمين وفق فلسفة تربوية رائدة تتناغم مع ديننا الإسلامي الحنيف، وتواكب مقتضيات العصر، وتهدف رؤية 2030 إلى إعداد المعلم وتطويره المهني بما يتناسب مع متطلبات معلم القرن الحادي والعشرين، وما يحتاجه من تطوير مهارات، لمواكبة مجريات التطورات الفكرية والمعرفية.