وقال الكاتب الاقتصادي عبدالوهاب القحطاني: إن القيادتين في المملكة ودولة الكويت عملا على نجاح المفاوضات للوصول إلى اتفاقية إعادة إنتاج النفط بالمنطقة المقسومة في حقلي الخفجي والوفرة بما يعود على البلدين الشقيقين بالمنفعة الاقتصادية، ويرسخ العلاقات الإستراتيجية العريقة التي بدأت منذ عقود طويلة.
وأوضح القحطاني أن الإنتاج اليومي لحقلي الخفجي والوفرة يبلغ حوالي 500 ألف برميل، مشيرا إلى أن توقف إنتاج النفط في الحقلين أضاع فرصة اقتصادية على البلدين في وقت تصاعدت فيه أسعار النفط إلى مستويات أعلى مما كانت عليه قبل تعليق عمليات الإنتاج، وبهذه الخطوة المباركة سيعود الموظفون إلى أعمالهم في الحقلين، كما سيعود إنتاج النفط إلى مستواه الطبيعي بنهاية 2020 بعد استكمال الصيانة، ومن ناحية أخرى فإن إنتاج الحقلين سيسهم في سد حاجة الأسواق العالمية من النفط، خاصة إذا استمر الحظر النفطي على إيران.
ولفت إلى أن مردود الاتفاقية يظهر في إعادة الموظفين في الحقلين، وسيكون لهذه الاتفاقية دور فعال في استخراج الغاز في المنطقة المقسومة ليضيف ذلك إلى إيرادات النفط ما يزيد في خزانة الدولتين في الأعوام القادمة، مشيرا إلى أن دور وزارة الطاقة السعودية فعال في تقارب وجهات النظر بين الطرفين، إذ إن وزير الطاقة كان حريصا على إنهاء تعليق إنتاج النفط لعودة الأمور إلى طبيعتها، وقد بذل جهودا حثيثة لإعادة النفط في الحقلين قبل نهاية عام 2019.
وقال المحلل الاقتصادي علي الحازمي: إن توقيع الاتفاقية لاستئناف الإنتاج النفطي في المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت والتي تضم حقلي «الخفجي» و«الوفرة»، ويصل إنتاجها اليومي إلى تقريبا 500 ألف برميل، مناصفة بين الدولتين، ما هو إلا دليل واضح على التواصل الأخوي المستمر على جميع المستويات وتعزيز أسس التعاون والتنسيق المشترك على كل الأصعدة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، مما يجسد الروابط التاريخية الراسخة التي تجمعهما، والتي تأكدت في أكثر من محطة لتعكس الحرص على توطيد هذه العلاقات الأخوية انبثاقا من الإيمان بوحدة المصير المشترك الذي يجمعهما.
ويرى الحازمي أن عودة الإنتاج لهذه الحقول سيكون طاقة إنتاجية احتياطية كخيار بديل للإمداد في حالة انقطاع الإنتاج غير المخطط له في أي مجال والحفاظ على مستويات الإنتاج أثناء الصيانة الميدانية الروتينية، مشيرا إلى أن الاتفاق سيعطي تطمينات عالمية لأسواق الطاقة، خاصة أن المملكة ودولة الكويت ملتزمتان باستقرار وتوازن السوق النفطية الدولية، وتواصلان تلبية الإمدادات البترولية للعالم وفق اتفاقيات أوبك وأوبك بلس، وهذه الحصة ستضاف إلى القدرة الإنتاجية لمنظمة أوبك مما يعطيها مكانة عالمية أكبر من حيث رسم ملامح سوق النفط العالمي.
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور حسين العطاس أهمية إعادة الإنتاج في منطقة الخفجي، مشيرا إلى أنه يبث الطمأنينة في الأسواق العالمية، فضلا عن أهميته لإمدادات الطاقة على المدى البعيد، والتأكيد على التزام السعودية والكويت باتفاق أوبك بلس في المدى القصير، والعمل على استغلال مخزونات الغاز بشكل أمثل.
وأضاف: إن تلك الاتفاقية تبعث برسالة للعالم أجمع بأن السعودية سوف تحافظ على دورها كلاعب رئيسي لإمدادات البترول ومشتقاته للعالم.
وأوضح العطاس أن الاتفاق بين البلدين يدعم وبفعالية تحقيق الرؤيتين السعودية والكويتية في تنمية وتنويع مصادر الدخل والرفاهية لشعبي البلدين، وكذلك تدعم هذه الاتفاقية زيادة إيرادات البلدين من الطاقة ودعم المخزون النفطي لتسهم في دور فعال برؤية 2030 للمملكة، وكذلك رؤية الكويت.
ولفت إلى أن الاتفاقية تدعم استقرار أسواق النفط الذي يعد أحد الأهداف الإستراتيجية للسياسة البترولية السعودية والكويتية، مشيرا إلى أن التوقيت في إعادة إحياء هذه الاتفاقية جاء في الوقت المناسب، أيضا بسبب نوعية النفط المستخرجة من المنطقة.