وقالت أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، د. حصة بنت عبيد الشمري: المابيات يُعدّ موقعًا تاريخيًا يعود لعصور قديمة من الزمن تصل للعصرَين الأموي والعباسي، فهو من أهم المواقع الإسلامية المبكرة، وعُرف قديمًا باسم قرح، وللمكان أهمية تاريخية كبيرة؛ لأن «قرح» ازدهرت خلال فترة ما قبل الإسلام، وأصبحت سوقًا تجارية مشهورة، وعُدّت من أسواق العرب المعروفة في الجاهلية، وبلغت درجة عالية من النمو والازدهار في العصر الإسلامي، حتى وصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري بأنها المدينة الثانية في الحجاز بعد مكة المكرمة.
» تحف أثرية منقولة
وأشارت إلى أن جميع عمليات التنقيب التي قامت بها وكالة الآثار والمتاحف في الموقع عام 1984 توصلت إلى أن الموقع غني بظواهره وتكويناته ووحداته المعمارية المشيدة بالطوب اللبن، الذي يعلوه لياسة جصية، وبُلّطت أرضياتها ببلاطات من الآجر المربع والمثلث الشكل، لافتة إلى أن خارج سور المدينة يقع مصلى العيد الذي يتميّز ببساطة التكوين، وخلوه من الأعمدة، إضافة إلى العثور على العديد من التحف الأثرية المصنوعة من الفخار الخشن والناعم والخزف ذي البريق المعدني والأواني المختلفة، ومباخر الحجر الصابوني، والكثير من العملات والصنج والموازين المعدنية والزجاجية الإسلامية، ويتوقع أن تخرج الاستكشافات المستقبلية بنتائج طيبة عن حضارة المنطقة وآثارها.