DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

الأندية النسائية.. حلم استثماري يتحول إلى واقع قريبا

بعد مطالبة مجلس الشورى بالإسراع في تأسيسها لمواكبة رؤية المملكة

الأندية النسائية.. حلم استثماري يتحول إلى واقع قريبا
طالب مجلس الشورى السعودي خلال جلسته العادية الحادية عشرة من السنة الرابعة للدورة السابعة، التي عقدها الثلاثاء الماضي، الهيئة العامة للرياضة بدراسة أفضل الآليات لتأسيس وتنظيم ودعم الأندية النسائية بالسعودية. ولم تكن تلك المطالبة هي الأولى، فسبق أن طالبت عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى الدكتورة إقبال درندري، بضرورة إنشاء أندية رياضية للنساء تهيئ لهن ممارسة الرياضة، وأن تقوم الأندية السعودية الكبيرة كأندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي بافتتاح أندية نسائية لكرة القدم باسم النادي، بحيث يشارك الفريق النسائي في المنافسات والدوريات على أن يكون الجمهور مخصصًا للنساء، كما طالبت بتخصيص أيام للنساء للأنشطة والتدريبات في الأندية الكبيرة مع وضع المعايير المناسبة من حيث حشمة اللبس ومراعاة خصوصية المرأة.
«اليوم» التقت بعدد من المختصين لأخذ آرائهم حول مطالبة مجلس الشورى بدراسة أفضل الآليات لتأسيس وتنظيم ودعم الأندية النسائية بالسعودية.
مسألة ثقافية مجتمعية
في البداية أفاد الدكتور أحمد الشويخات، عضو مجلس الشورى، عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب أن قرار مجلس الشورى بدراسة أفضل الآليات والسبل لتأسيس وتنظيم ودعم الأندية الرياضية النسائية في المملكة يأتي ضمن التوجه لتمكين المرأة وتطوير الرياضة النسائية في المملكة بوجه عام، وهذا الموضوع مهم جدًا؛ كون الرياضة مسألة ثقافة ومشاركة مجتمعية وممارسة فردية وأيضًا مسألة تنافسية في البطولات المحلية والإقليمية والعالمية، الرياضة أيضًا لها أثر في الإعلام عن البلد الذي يمارسها بحضوره في المحافل الدولية، كما أن الرياضة استثمار حقيقي في صحة الفرد وجودة الحياة.
القطاع الرياضي النسائي
وأضاف الشويخات: المملكة بصدد تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات والمشروعات في المستقبل القريب من أجل تمكين المرأة، ونفخر بوجود نساء مؤهلات مقتدرات في مناصب إدارية وقيادية بشتى القطاعات. ومن بين تلك القطاعات، القطاع الرياضي، والشيء الطبيعي أن يكون هناك اهتمام بالرياضة النسائية بالمملكة ابتداءً من إدخال مناهج التربية الرياضية للفتيات وإقرارها في المدارس للتسهيل على الفتيات.
وتابع الشويخات: نحن نتطلع اليوم إلى وجود رياضة نسائية محترفة؛ لتكون قادرة على تحقيق الأهداف الفردية والمجتمعية والإعلامية للرياضة في المجتمع، فالموضوع كبير ويضم أبعادًا ثقافية وإعلامية ومهنية، خاصة أن الرياضة في عالمنا اليوم لم تعد قاصرة على مجرد ممارسة الأنشطة البدنية التي بلا شك لها مردود كبير على النواحي الصحية، ولكن الرياضة باتت صناعة واستثمارًا، كما أنها ممارسة اجتماعية. لذلك جاء قرار مجلس الشورى بدراسة أفضل الآليات لتنظيم ودعم القطاع الرياضي النسائي، وهو مطلب يرجى من الأجهزة التنفيذية عدم التأخير في تحقيقه وعلى رأسها الهيئة العامة للرياضة، وهي جهة مهتمة بهذا الموضوع الحيوي والحساس.
دفع عجلة التنمية
بينما عبّرت مدرب كرة القدم رؤى قطان عن رأيها حول توصية مطالبة مجلس الشورى بدراسة أفضل الآليات لتأسيس وتنظيم ودعم الأندية النسائية بالسعودية، وقالت: في البداية نتوجه بالشكر لمجلس الشورى على اهتمامه والتقدم لمطالبة الهيئة العامة للرياضة بدراسة الموضوع والإسراع في تنفيذه وعدم التأخير في ذلك، وحقيقة فإن هيئة الرياضة لن تتوانى ولن تدخر جهدًا في وضعها بأسرع وقت من حيث التنفيذ، وذلك يعود لعدة أسباب: الحاجة الملحّة لدفع عجلة التنمية وتطوير الرياضة بشكل عام والرياضة النسائية بصورة خاصة وبطريقة سريعة وفعالة؛ كوننا لطالما اعتمدنا على مفهوم الأندية الصحية فقط وكانت هي المتنفس الوحيد للسيدات ناهيك عن الأسعار المرتفعة ومحدودية الرياضات المتوافرة، ونحن الآن نجد أنفسنا ومع توجه الرؤية مجبرين على الخروج من هذه المحدودية للمنافسات العالمية والتنوع الرياضي، مما يحتم توافر منشآت رياضية في مختلف الرياضات والتي تتوافر في أنديتنا والتي هي حكر للرجال، وهنا تأتي التوصية لفتح هذه الأندية للنساء أيضًا.
وتابعت: تأمل السعوديات اللاتي ينجذبن لممارسة الرياضة بأن تتحقق تلك الآمال مع الجهود المبذولة نحو تعزيز الصحة وجودة الحياة والرياضة المجتمعية، وهي جميعها تنضوي تحت رؤية المملكة 2030.
هيكل تنظيمي نسائي
واستطردت روئ قطان قائلة: تحتاج آلية عملها إلى تأسيس لجان نسائية وكوادر إدارية، وضع هيكل تنظيمي نسائي وبإمكان الهيئة ترشيح العديد من السيدات المؤهلات لها، وضع خطط إستراتيجية وتنفيذية وفنية ورقابية، بدءًا من فتح الأبواب للسيدات الراغبات في ممارسة الرياضة أو من الفئات السنية الصغيرة والتي أعتقد أنه يجب البدء فيها تجريبيًا وسنشهد لها نجاحًا ملحوظًا وحتى البالغات.
وتابعت قطان: هناك تطور كبير في قطاع الرياضة النسائية في السعودية، ونحن مستبشرون بتطورات كبيرة قادمة، تعمل عليها الهيئة العامة للرياضة، وتفعيل البرامج للرياضة المجتمعية ووجود الكوادر النسائية الرياضية في الاتحادات السعودية سيكون له الأثر الكبير بلا شك.
تخصيص ميزانية للأندية
واختتمت رؤى قطان حديثها قائلة: دعم الأندية النسائية لن يكون مستحيلا، خاصة أن الهيئة تخصص ميزانيات مليونية للأندية الرجالية، كما أنني أعتقد أن الدعم سيزيد من خلال النقاط المكتسبة التي حددتها الهيئة من أجل آلية استحقاق دعم النادي، فالنادي الذي يزيد عدد رياضاته وتنوعها وإنجازاته سيكسب عددًا من النقاط تتيح له مزيدًا من الدعم الذي أعلنت عنه الهيئة العامة للرياضة في الوقت السابق، فماذا إذا سارعوا بإدخال الأقسام النسائية والتي تحقق إنجازات عالية وعلى مستوى المنافسات النسائية العالمية، فبلا شك هذا سيتيح دعمًا أكبر لميزانيات الأندية، وهذا معروف بالإحصاءات على جميع الأصعدة والاتحادات، والمسألة حاليًا تتمحور حول مسألة الوقت ونتمنى الإسراع بها، فالمجتمع متعطش لهذه المرحلة الانتقالية في الرياضة أسوة بدول الخليج ودول العالم، والتي أغلب فرقها النسائية في الرياضات الجماعية والفردية هي برعاية أندية المحترفين لديها، فالإنجازات لن تتحقق إلا بالاحتراف، فأندية الهواة لم تعُد تجدي نفعا، وإن تمت خصخصة الأندية وطرحها للشراكة المجتمعية فستكون الاستثمارات خيالية والنتائج ستكون مذهلة فيما بعد.
أبرز النقاط
فيما ذكرت مدرب كرة القدم مرام البتيري أبرز النقاط التي تطمح لتسليط الضوء عليها من خلال توصية مجلس الشورى، قائلة: الدعم المادي والتسهيلات في الخدمات والتوظيف أيضًا يسرع من آلية التنفيذ، كما أن إقامة ورش العمل من قبل الأندية الرجالية -لنقل التجارب إلى عالم الأندية النسائية ولمشاركة تجاربهم- ستزيل العوائق وستدعم سبل النجاح، وأيضًا التعاون مع الجهات التعليمية كالمدارس والجامعات، لتحفيز الفتيات وتعريفهن بالأنشطة المتواجدة على أرض الواقع، وتثقيف الأهالي بأهمية الاشتراك في مثل هذه الأندية، وأن الرياضة ليست محصورة على جنس معيّن كلها من عوامل النجاح. وسيحد من طوفان العراقيل التي واجهت فكرة الرياضة النسائية في الماضي، سواء كانت في المدارس أو من خلال إنشاء أندية رياضية متخصصة لممارستها، وتمكن من صناعة رياضة جديدة عبر منافذ صحية عبر الأندية النسائية، فالأندية الرياضية النسائية لم تعد حلمًا بل استثمارًا سيتحول إلى واقع.