يعتقد ذلك الناقم الممتلئ بالسواد من فرط تطرفه أنه قادر على أن يدس سوءته بين أحياء حي العنود بالمنطقة الشرقية، وفي ذات الوقت عجز عقله المختل عن تقبل فكرة أن المملكة قوية ومتماسكة بأفراد شعبها قبل أن يكون ذلك بإمكانياتها أو قدرتها الاقتصادية والإستراتيجية، فالشعب السعودي حزام الأمان الأول وعصا الردع التي لن ترحم كل من تسول له نفسه أن يزعزع أمن المملكة أو يفكر في التطاول على سيادتها بأي شكل من الأشكال، وما حدث قبل أيام في المنطقة الشرقية يبرهن على أن المملكة حكومة وشعبا تقف بالمرصاد في وجه أولئك الذين جعلوا من المملكة همهم الأكبر وشغلهم الشاغل الذي أنساهم التفكير في أي شيء آخر عدا محاربة بلاد الحرمين التي لن يستطيعوا تصويب السهام نحوها ما دامت تحت قيادة حازمة وضاربة لكل متطرف أو حاقد.
أسئلة كثيرة تتبادر للذهن كلما عاد هؤلاء «الشرذمة» للظهور، وتحليلات عديدة يحاول البعض من خلالها فهم القضية بالشكل الذي يجب، لماذا السعودية بالتحديد؟ وماذا يريد الأعداء من المملكة؟ نعلم جميعا أن المملكة تتربع على عرش الصدارة في المحافل والمناسبات فيما يخص التصدي للإرهاب، كما أنها تعتبر بمثابة الداعم الرئيسي الذي يلعب دورا هاما في تحقيق الأمن والسلم على الصعيدين المحلي والدولي، عدا أنها أسهمت في إقامة قرابة 38 مشروعا لمكافحة الإرهاب حول العالم وفق ما أكده مسؤول في الأمم المتحدة في حديث له، وهذا ما قد يجعل هؤلاء الإرهابيين المارقين يستشيطون غضبا ويرمون بسوادهم في كل اتجاه، ومن ثم يتمركز ذلك الشر الذي يكمن في دواخلهم على المملكة، فهي من أكثر الدول التي تهدد مخططاتهم الإجرامية، ومن أخطر الدول القادرة على تشتيت شملهم، فكلما حاولوا عمل خارطة طريق لسيل الدماء قطعت طريقهم المملكة وحقنتها.
يقف خلف كل هذه الهجمات الفاشلة من يشعر بالنقص ويحاول تعويضه بجعل الجميع مثله من خلال الضرب من خلف الستار أو الاستعانة بالحرب الإعلامية المبنية على التلفيق والشائعات المغرضة، وهذا ما يجعلهم في حالة اشتعال دائم وتصرفات رعناء تدل على مدى التخبط الذي يعيشون فيه والنهاية التي أصبحت وشيكة، وكما يقال: الجحيم لا يحرق إلا أهله، وها هم يترنحون في طرقات الحزم وتتم تصفيتهم أولا بأول من قِبل جنودنا الأشاوس الذين جعلوا من أنفسهم فداء لهذا الوطن وكانوا وما زالوا خير من يحافظ على أمنه وأمانه، وستظل المملكة العربية السعودية شوكة في نحر كل من يعتقد أنه قادر على هز استقرارها، ولن يظفر كل من يخطط تجاهها بسوء بما يريد؛ لأنها محمية من المولى عز وجل ثم من عيون بواسلها التي لا تنام.
11Labanda@