أختي الفاضلة: لا بد أن تعلمي أن ابنتك تمر بمرحلة عمرية حرجة «المراهقة»، وهي مرحلة ما بين الطفولة والنضج والدخول إلى مجتمع الكبار، وفي هذه السن تبدأ البنت المراهقة في بناء شخصيتها المنفردة، ومن الضروري إعطاؤها الثقة في ذلك، ولكن لا تُترك دون متابعة ومعرفة أصدقائها، لأن لهم تأثيرا كبيرا على البنت، ويجب التدخل إذا لزم الأمر.
وابنتك انتهجت هذا السلوك السلبي نتيجة لتأثرها بشخصيات أعضاء تلك الفرقة وسلوكهم، وعليك بالتقرب منها والتحاور معها بأسلوب الحوار الهادئ والمثمر ومحاولة تبصيرها وإقناعها بالخطأ الذي ترتكبه، ومحاولة احتوائها بالحكمة والعقل والصبر عليها والدعاء لها، ورفع مستوى الوازع الديني لديها ومحاولة إشراكها في بعض المسؤوليات في الأسرة، ويجب عليك معرفة الأسباب التي أدت إلى انتهاج ابنتك لهذا السلوك ومعالجتها، وقد يكون الأبوان مشاركين في الأسباب، إما بالإهمال أو لعدم معرفتهما بالأسلوب الأمثل للتعامل مع أبنائهما، كذلك للأصدقاء دور كبير في التأثير على الأبناء، فتجب المتابعة واختيار الصديق الكفء لهم.
أختي الفاضلة، استعيني بعد الله بمعلماتها في المدرسة، ولتكن المرشدة الطلابية أو أقرب معلمة لابنتك؛ لوضع برنامج لتعديل سلوكها وإشراك معلمة التربية الإسلامية لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديها، وإشراكها في بعض الأنشطة المحببة لها، وعدم تركها وحيدة في غرفتها لتكون أسيرة لأفكارها الهدامة، والعمل على تقليل متابعتها لوسائل التواصل كالجوال والإنترنت وإبدالها بنشاطات وأعمال إيجابية وتعويدها على الأعمال التطوعية والخيرية.
وأنا على أمل بالله أن ابنتك سوف تعود وتتخلص من هذه السلوكيات الخاطئة في القريب العاجل.