وافتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مسرح المرايا بعد تطويره وإدخال تحسينات هيكلية تجعل منه صرحا فريدا للحفلات الفنية العالمية، وذلك خلال فعاليات الموسم الثاني من شتاء طنطورة التي تستضيفها العلا.
ويستضيف المسرح، كوكبة من أشهر وأبرز الفنانين العالميين خلال الموسم الثاني من «شتاء طنطورة»، وافتتح المهرجان موسمه الغنائي والفني مع المطربة الشهيرة عزيزة جلال، التي عادت إلى الغناء بعد اعتزال دام 35 عاما، ثم استضاف فنانين كبارا مثل الموسيقار عمر خيرت والمطرب الأوبرالي أندريا بوتشيلي.
وتعليقا على هذا الإنجاز، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا عمرو المدني: «العلا إرث حضاري للعالم، وهذه الخطوة تأتي تحقيقا لرؤية العلا، لإنشاء مركز ثقافي إقليمي وعالمي، وقمنا بتطوير مسرح مرايا كصرح رئيس مذهل لاستضافة الفعاليات والعروض والاحتفالات والتجمعات التجارية عالمية المستوى، فمسرح مرايا يمثل منصة تلتقي وتمتزج فيها الطبيعة والثقافة والتراث الإنساني.
وأضاف: نحن فخورون بالاحتفال بافتتاح المسرح، ونشكر شركاءنا من الخبراء والمهندسين والمعماريين، الذين وصلوا الليل بالنهار لإنشاء هذا الصرح المذهل في قلب البيئة الصحراوية المذهلة في العلا.
وقال المهندس المعماري فلوريان بوج: كما هو الحال في الهندسة المعمارية للأنباط، تم إنشاء مسرح مرايا عن طريق الاجتزاء ونحت الكتلة، ويجعلنا هذا الصرح الفريد نفكر في المشهد الذي لا يضاهى من الملحمة الجيولوجية، والتجريد الجذري للمحيط الساحر في العلا والتوغلات الفريدة للإنسان في المناظر الطبيعية، حتى يعطي هذا الانعكاس التوازن الغامر والشعور العميق بارتباط التراث الإنساني بالطبيعة وتداخلهما وتناغمهما، ما يلقي علينا بالعبء والمسؤولية لحماية تراثنا الإنساني المدمج مع الطبيعة الاستثنائية في العلا.
وجاء تطوير مسرح مرايا في إطار البيان الثقافي والتراثي للعلا، الذي أصدرته ونشرته الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والذي يدعو مجتمع الفنون والأعمال العالمي إلى الانضمام إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا في سطر فصل ثقافي جديد في تاريخ العلا الفني.
وتنص الرؤية الثقافية والتراثية للعلا على أن الرسالة الفنية للعلا تتميز بالوضوح، وستبقى الوجهة التي يرسم ملامحها الفنانون والمكان الذي يبرز المعالم الأثرية للحضارات التاريخية.
فما يبقى من الثقافات العظيمة هو فنها وعمارتها، وقد شكلت الحضارات المتعاقبة المشهد بثقافتها وأفكارها، وسوف تبقى العلا الوجهة الفنية التي يقوم الفنانون ببنائها، ليعززوا فيها من روح الخيال والإلهام، والتعبير الذي يشكل البنية التحتية للعلا ومبانيها وحياتها اليومية، بما يثري تجارب الزوار.