وتضم المملكة العديد من المباني والقصور والقلاع التراثية التي حظيت بالاهتمام على مختلف الأصعدة، كما شملها الترميم بمعايير فنية وجمالية مع المحافظة على أنماطها التقليدية التي صمدت أمام عوامل التعرية عقودا من الزمن، ما أكسبها مكانة عالمية مميزة بالتسجيل في قائمة التراث العالمي؛ لأن التراث العمراني يعد واحدا من أهم الرموز الحضارية عبر التاريخ، وهناك العديد منها في «الدرعية وسدوس، والأحساء، والعلا والخبراء»، وأيضا في «نجران وحائل وتيماء» وغيرها من القرى والبلدات.
مهارات متوارثة
وتتضح في «بيوت الطين» قدرة الإنسان على التكيف مع محيطه، باستخدام أقدم مواد البناء، من خلال المهارات المتوارثة بالفطرة والتجربة، ومعرفة مدى فوائده في الحياة بالمناطق الصحراوية، مع اختيار نوعية التربة التي تضمن المتانة والقوة وتناسب الأحوال الجوية، وبالتالي توظيف المبنى وفقا لجملة من المتطلبات، فبقي الطين والتبن مكونا أساسيا، مع إدخال عناصر أخرى من الحجر، وخشب الأثل أو من جذوع النخل، إلى جانب لوازم أخرى إضافية للزخرفة.
أبحاث الطين
وتبذل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الجهود للمحافظة على التراث العمراني التقليدي في جميع أنحاء المملكة، وذلك بالتعاون مع الجامعات والجهات المختصة، حيث يتم تركيز الاهتمام في البناء بمادة الطين ومشتقاتها، وتشجيع استخدامها كمادة أساسية للبناء وترميم المباني التراثية، وسعيا إلى تأصيل المفهوم العلمي الأكاديمي للأبحاث بهذا المجال.
نظرة مستقبلية
ويعد مشروع مركز التراث العمراني بحي «الطريف» في «الدرعية» بمثابة نظرة ذات بعد مستقبلي في هذا الاهتمام، حيث استوحت أفكار النمط المعماري للمركز من الكثبان الرملية والبيئة التراثية، وتم بناؤه من مواد البناء التقليدية، في إطار الرسالة والهدف من هذا الإنجاز في إحياء التراث واستثمار موارده، وكان المشروع آخر تصاميم المهندسة العالمية «زها حديد» قبل وفاتها.