وتشكلت البحيرة بطول يصل إلى 3 كيلو مترات تقريبا وعرض يقترب من 1.5 كيلو متر، مما استهوى عددا كبيرا من هواة الطبيعة الصحراوية لزيارتها، وهو ما دفع عددا من الأهالي للمطالبة بالاهتمام بها، وتحويلها إلى متنزه شتوي واستغلال كمية المياه المتجمعة بها، في حين أكد عدد من الزوار على ضرورة اهتمام المواطنين بنظافتها وعدم ترك المخلفات حولها أثناء التنزه، وذلك من أجل المحافظة على البيئة، وتحويل الفيضة إلى وجهة سياحة شتوية، تستقطب الزوار من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى أن ذلك سيكون عاملا مساعدا في تحويلها إلى موقع سياحي جديد.
وجهة سياحية
وقال المواطن نواف المطيري: إن فيضة القلت جديرة بالاهتمام؛ نظرا لما شاهدناه ونلاحظه من زيادة عدد الزوار للفيضة والاستمتاع بمنظر تجمع المياه منذ هطول الأمطار نهاية الشهر الماضي، وقد استطاعت الفيضة أن تستقطب عددا كبيرا من الزوار من المحافظة ومن خارجها، إضافة إلى سالكي الطريق الدولي من وإلى حفر الباطن، وهو الطريق الرابط بين المحافظة والحدود الشمالية، وأرى أنه بات من المناسب أن يتم الاهتمام بها من قبل الجميع، للمحافظة عليها، وأن تكون وجهة سياحية يتنزه بها الجميع خاصة مع موسم الشتاء وتجمع كميات كبيرة من المياه في الفيضة، الأمر الذي جعل منها عامل جذب للمحافظة بشكل عام ولموقعها بشكل خاص، وهذا يساعد أيضا في استغلالها سياحيا وإقامة الفعاليات التوعوية والتثقيفية بها؛ نظرا للأعداد الكبيرة من الزوار الذين يقصدونها من مختلف الأعمار.
مطالب خدمية
وأضاف المواطن سعود القرينيس: إن الفيضة أصبحت وجهة سياحية ونرى ازدياد عدد الزوار لها بعد امتلائها بالأمطار، إضافة إلى أن «القلت» أصبحت تستقطب هواة التصوير المحترفين لتوثيق جمال مشهد المياه وسط الفيضة، وهي متنفس للأهالي بشكل عام، وتعتبر كذلك مكانا مناسبا لممارسة بعض الهوايات بالقرب من الفيضة كركوب الخيول والطيران الشراعي ورياضة المشي، وأرى أنه من الضروري وجود عدد من الخدمات كحاويات النفايات والعربات المتنقلة متعددة الأغراض التي يحتاج إليها المتنزهون، إضافة إلى أنه يجب استغلالها في إقامة البرامج التوعوية التي تدعو إلى المحافظة على البيئة، وهي أيضا محفز كبير للمستثمرين وخاصة من يقومون بتقديم خدمات الرحلات البرية، فتواجدهم في هذا المكان لتأمين متطلبات المتنزهين والزوار سيكون ذا مردود إيجابي لهم ولسلعهم.
رمي المخلفات
أما المواطن عبدالكريم الحريري فقال: إن الاعتداء على الطبيعة أصبح ظاهرة تؤرق الجميع، خصوصا أثناء موسم هطول الأمطار، حيث يرمي بعض المتنزهين المخلفات من أطعمة أو نفايات بلاستيكية وغيرها في الأماكن البرية وأماكن «الكشتات»، وهذا ما شاهدناه بفيضة القلت التي تعتبر من أفضل الوجهات الحالية بحفر الباطن، ويقصدها عدد كبير من المتنزهين، وتعتبر هذه الظاهرة السلبية من أسوأ ما يشوه جمال الطبيعة، خصوصا بعد هطول الأمطار، وتؤثر سلبا على تشكيلات النباتات الحولية منها والمعمرة، بالإضافة إلى انبعاث روائح تخنق الطبيعة ومرتاديها، وتلحق كذلك ضررا كبيرا بالتربة؛ لما تحتويه تلك المخلفات من عناصر ضارة تؤذي التربة وتقضي على نباتاتها، ونتمنى من جميع المتنزهين وعشاق البراري التعاون بالحفاظ على بيئتنا، وكذلك ندعو الجمعيات المتخصصة في البيئة لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث رسائل توعوية ذات محتوى هادف يواكب المراحل العمرية حتى يصل المحتوى لعقول الجميع، كما أدعو أمانة حفر الباطن ومراكزها في الهجر والقرى المحيطة بحفر الباطن لتوفير حاويات موسمية وتوزيع أكياس نفايات على المتنزهين خصوصاً بالقرب من القلت وكذلك الفياض المشهورة والأماكن البرية الأكثر زيارة، أضف إلى ذلك أننا مقبلون على موسم ربيعي ويجب تكثيف الحملات والبرامج التوعوية في أماكن تواجد المتنزهين، ولعل فيضة القلت هي المكان الملائم لتنفيذ مثل تلك البرامج.
أمانة حفر الباطن: 6 حاويات وتكثيف النظافة
أوضح المتحدث الرسمي لأمانة حفر الباطن محمد الشمري أن الأمانة حريصة كل الحرص على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، لاسيما ما يقع ضمن صلاحيات عملها، مبينا أنه تم تخصيص 6 حاويات نظافة لفيضة القلت، إلى جانب تخصيص فرقة لنظافة الفيضة، مع تكثيف أعمال النظافة يومي الخميس والأحد، ودعا الشمري جميع مرتادي الفيضة والفياض الأخرى للمحافظة على البيئة التي هي مسؤولية الجميع وأن الأمانة تقف مع الجميع لما يخدم الصالح العام ويتوافق مع آلية عملها والصلاحيات التي تقع تحت نطاق عملها.
مشاركة تفاعلية
وكان فريق «هايكنج السعودية» بحفر الباطن نظم حملة «المعلم أولاً» التي تم تنفيذها كأول مشاركة للفريق في فيضة القلت، باعتبارها أحد المتنزهات البرية الرائعة بالمحافظة والجاذبة للمواطنين والمقيمين من داخل المحافظة وخارجها، وشملت الفعالية تعريفا بأهمية رياضة الهايكنج والاهتمام بالبيئة، ونفذ المشاركون مساراً بطول ٤ كيلو مترات شارك فيه الجميع، ثم تلا ذلك القيام بنظافة الفيضة من المخلفات التي يتركها خلفهم بعض المتنزهين، وذلك بالتعاون مع أمانة حفر الباطن، واختتمت الفعالية بتشجير الفيضة بمشاركة ودعم من رابطة حفر الباطن الخضراء.