للمملكة دور رائد وطليعي في تقديمها المساعدات الإنسانية المختلفة لعديد من دول العالم، وإزاء ذلك فإنها تقف على قمة الدول المانحة، حيث تجاوز حجم مساعداتها أربعين مليار دولار خلال السنوات الخمس عشرة المنفرطة، وعرفانا وتقديرا لهذا الدور، فقد تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء استقباله يوم أمس أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر قلادة أبي بكر الصديق نظير الجهود المبذولة من قبله -حفظه الله- على المستويات الإقليمية والدولية للحد من المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء العديد من الدول، فتلك الجهود المثمرة أدت إلى تقديم سلسلة من المساعدات ذات الآثار المباشرة في تخفيف تلك المعاناة.
وتشهد كافة دول العالم دون استثناء بالأدوار المتميزة التي تمارسها المملكة في تقديمها لتلك المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية الكبرى المقدمة من هذه الديار الآمنة المطمئنة إلى الشعوب المتضررة من الكوارث والأزمات والمعاناة، فالعمل الإنساني الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يذكر ويشكر عليه من كافة الشعوب، وقد أدى الاضطلاع بهذا العمل الجليل لوصول المملكة إلى سدة الدول المانحة للمساعدات، إضافة إلى تخصيص نسبة سنوية من دخلها الوطني لتقديم تلك المساعدات الإنسانية.
هو دور ريادي بارز يتجلى من خلال تلك المساعدات الموزعة على جميع القارات، وينطلق هذا الدور في أساسه من جهود المملكة المعلنة لمساندة القضايا الإنسانية في كل مكان، وتلك جهود نابعة من الأخذ بتعاليم وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة التي تحكمها المملكة في كل أمر وشأن وتقضي بالوقوف مع المتضررين ومساعدتهم على تجاوز أزماتهم، انطلاقا من مبدأ التكافل المنشود الذي حرصت تلك التعاليم والتشريعات على نشره داخل كافة المجتمعات البشرية لما فيه خيرها وتحقيق مصالحها.
تلك الجهود التي تبذلها المملكة في تلك السبل تترجمها القيادة الرشيدة من خلال ترؤسها لعدة لجان إغاثية امتدت لعدة عقود، فسجلها حافل بحمد الله وفضله بعطاءات إنسانية جزلة على كافة الصعد الإقليمية والدولية، وما زالت تمارس هذا الدور العظيم لما فيه تحقيق وتعزيز العمل الإنساني برفع المعاناة والأزمات التي تعاني منها مجموعة من المجتمعات البشرية الأمرين، وتلك جهود لا تزال كافة دول العالم تشيد بها وتشيد بقيادة المملكة في ممارستها لتلك الأعمال الإنسانية الخيرة والمثمرة.