وقال رئيس العناية بالتراث الوطني بمنطقة تبوك عبدالإله الفارس: الرسومات الصخرية بأودية وضواحي مدينة تبوك تمثل ما تركه الإنسان في مرحلة ما قبل الكتابة من تصاوير فنية بالحفر أو النقر الغائر والبارز على الصخور؛ ليرسم عليها أشكالًا آدمية وحيوانية وغيرها، وتكمن أهمية هذه الرسومات في أنها تُعدّ مصدرًا من مصادر تاريخ البشر والمكان، بل إن بعض دارسي هذه الرسوم وخبرائها يرجّحون أنها كانت المنبع لفكرة الكتابة، ويذهب البعض إلى أن الرسوم الصخرية قد تكون نوعًا من الكتابة في حقبتها.
» أثر الإنسان
وأضاف: تعتبر فنون الرسومات الصخرية، التي صوّرت أثر الإنسان، وانفردت في المكان والزمان، من الفنون التي تطورت بشكل كبير ضمن فترة ما بعد العصر الحجري القديم في جميع أنحاء العالم، وتحتوي أودية تبوك وضواحيها على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة، والتي تجسّد مناظر حيوانية ونباتية ورمزية، حيث إن دراسة الفنون الصخرية في تبوك تعكس التغييرات الاقتصادية والثقافية الكبيرة التي حدثت في شبه الجزيرة العربية كلها، فهي رسومات تعود إلى عصور قديمة، تبيّن كيفية تعامل الإنسان مع الحيوانات المنقرضة بالمنطقة، إضافة إلى الماشية والجمال وتربية الخيول، والرسومات والنقوش الموجودة تصور الرجال والنساء بشكل خرافي بأجساد إنسانية وحيوانية، كما تصوّر مشاهد كثيرة جدًا للجمال، ليصبح الدليل الأول على وجودها في المنطقة، فهي منطقة رعوية ومكان استيطان.
» الواجهات الصخرية
وأشار الفارس إلى أن أجمل تلك الواجهات الصخرية المكتشفة جنوب غرب مدينة تبوك بالقرب من موقع روافه الأثري، التي تضم صورة لخيل وسرج وامرأة رسمت بأسلوب حز الأطراف مع ترك الجسم والأجزاء الداخلية دون تفريغ، في حين أن رسومات الجمال المكتشفة بوادي اتانة جنوب تبوك رسمت بطريقة النقر والحز، الأمر الذي يشير إلى أن رسومات الجمال بهذا الأسلوب وهذه الأحجام انتشرت على نطاق واسع في شمال السعودية، لافتًا إلى أن أودية وضواحي مدينة تبوك في موقعي وادي أتانه، ووادي المذراة وروافه تعتبر من أكبر الواجهات الصخرية، وأهم المواقع الأثرية في المنطقة المكتشفة حديثًا التي يعود تاريخها لعصور موغلة في القِدَم، وهي من مواقع الرسومات الصخرية الأثرية التي تم إدراجها ضمن قائمة المواقع الأثرية بالمملكة في سجل الآثار الوطني لدى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.