بعد أن تم إطلاق اللائحة وتفعيلها، هل عملت جمعية الذوق العام على آلية معينة لانتشار اللائحة بشكل أكبر، وبوسائل إعلامية أكثر انتشارا لتوثيقها؟
- اللائحة صدرت من وزارة الداخلية إنفاذا للأمر الملكي السامي، بتطبيق لائحة الذوق العام، وأنيطت مهامها لوزارة الداخلية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لذلك أنوه على أن دور الجمعية لتفعيل اللائحة توعوي، حيث نسعى لشرحها بطريقة مبسطة، ليتم نشر فائدتها وتطبيقها في المجتمع، حيث إن هدف الجمعية نشر هذه الثقافة بطريقة معينة عبر الإعلانات التي تشرح نوع العقوبة المقدرة إثر ارتكابها المخالفة الذوقية، كما سنقوم بتعميم إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الصحف وتحديدا صحيفة «اليوم» التي تكفلت بطباعة إحدى مبادرات الذوق العام وهي «ذوقنا وصل روسيا» وهو كتيب طبع على نفقة «اليوم» بمناسبة تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم في روسيا عام 2018، أما عن هدفنا العام في النشر فنسعى لتبسيط الكلمة والفكرة، عبر تصميم صورة توضح المخالفة وتضمين عبارة بسيطة توضح نوع المخالفة والعقوبة، وعن الندوات سنقوم بتطبيقها في المدارس والجامعات، والمحافل والفعاليات العامة بالمنطقة، وعلى ذكر ذلك لدينا قريبا حملة سنطلقها في سباق الجري الخيري السنوي.
تطبيق متخصص
هل تعتزم الذوق العام إطلاق برنامج أو تطبيق متخصص للتواصل مع المواطنين للتبليغ ومعرفة المخالفات المرصودة؟
- المخالفات المرصودة تقوم عليها وزارة الداخلية، أما نحن فلدينا تطبيق - بمشيئة الله- سيرى النور قريبا، وهو توعوي وتحفيزي لكل مستخدم بأن يكون مواطنا «ذوق»، وسيتضمن مسابقة ممتعة، حيث إن المواطن في حال قام بمهمة معينة ترقى إلى الذوق العام، وفي منطقة معينة، سيقوم الأشخاص المكلفون برصد ذوقيات المتواجدين في المكان ذاته بالإشارة إليه، ومن ثم ستقوم الجمعية بتقديم جوائز عينية، الفكرة تقريبا مستوحاة من لعبة «البوكيمون» التي يسعى المستخدم للذهاب من خلالها لمكان معين للحصول على الهدف المنشود، أيضا سنقوم بفكرة شبيهة لنشر ثقافة الذوق العام، حيث يسعى المواطن للبحث عن الأماكن التي تحتاج إلى ذوقياته، وسيطلق - بمشيئة الله- في الربع الأول من 2020م.
دوريات مخصصة
هل تم تعيين دوريات مخصصة لضبط مخالفات اللائحة؟ وهل لديكم تصور لها؟
- بعد قرار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود وزير الداخلية بتشكيل لجنة «شرطة بيئية»، سيكون ضمن مهامها ضبط المخالفات، والتي وجدت للحد من التجاوزات التي تؤثر على المجتمع ورقي البيئة السعودية.
كيف يتم تحرير المخالفة؟ هل هناك ربط لها في نظام «أبشر» في الوقت الحالي، أم أنها تحرر من قبل رجال الشرطة؟ وماذا عن آلية القبض على المخالف؟
- مخالفة الذوق العام تختلف اختلافا واضحا عن مخالفات الجرائم وما يأتي ضمنها، حيث إن هدفها تقويم مرتكب المخالفة، لتصحيح مساره في الذوق، خاصة وأن احترام الآخرين واجب ومطلب ديني قبل أن يكون واجبا وطنيا ومجتمعيا وذاتيا، لذلك حددت المخالفة بطريقة الإنذار، أما عن طريقة تحريرها فبحسب علمي ربطت قبل أيام في نظام «أبشر»، وستكون إلكترونية، وبالإشارة لقيمة المخالفات فقد تم تحديدها بقيمة ليست عالية، لكون الهدف فيها التنبيه وليس جني الأموال.
بناء على ما حدث في فعالية «ميدل بست» من مخالفات.. هل يصنف ذلك ضمن العقوبة لأول مرة وهي 3000 ريال، في ظل الوضع العام الذي انتشر بالفيديوهات؟
- إذا كانت الجهة المخولة للحكم بما فيه ستطبق لائحة الذوق العام فستكون المخالفة ضمن العقوبة لأول مرة، أما إذا تمت محاكمتهم في سياق خدش الذوق العام من نواح عديدة، فالحكم بما فيه يؤخذ من الجهات المختصة.
خطة إستراتيجية
بعض المواطنين لا يزال غير متقبل بعض اللوائح والأنظمة، متماديا ببعض تصرفاته التي يجدها أمرا عفويا، مثل لبس ثوب النوم وما يأتي ضمنه، هل تم رصد مخالفات في ذات السياق؟ وهل لديكم نسبة مئوية للفئة غير المستجيبة منذ بدء تفعيل اللائحة وحتى اليوم؟
- أمر طبيعي ألا يتقبل المجتمع أي أمر جديد، خاصة وأن التغيير ليس سهلا، والذوق العام هو خطة إستراتيجية مستدامة وليست وقتية، لأنه ليس منتجا وإنما هو سلوك، والسلوك يحتاج وقتا طويلا للتكيف في آلية تطبيقه والانضباط عليه، لذلك وجدنا الكثير ممن لا يرغب في التنفيذ ولا يتقبله، وحقيقة ليس لدينا نسبة مئوية ولكن ما لمسناه وما تلقيناه من اتصالات لا تعد بالرفض وعدم التقبل لبنود اللائحة، ولكننا نسعى جاهدين بدورنا لتحقيق الهدف منها، خاصة وأن المملكة وصلت إلى قمة عالية جدا، والدولة تسعى لتصحيح المفاهيم من منطلق ديني، تأتي بعده الهوية السعودية المتحضرة، وعن «ثوب النوم» من اسمه هو «ثوب نوم» ولا يتعدى حدود المنزل وهي مملكته الخاصة ويفعل داخل سياقه ما يريد، أما خارجه في الشارع والأماكن العامة فهي حدود الجميع ولا يسمح بالتعدي والخروج عن حدود الذوق فيها.
الأماكن العامة
المخالفة الخامسة ضمن اللائحة نصت على «البصق وإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها»، هل تم إدراج رمي أعقاب السجائر ضمن المخالفة؟ وهل هناك آلية مستقبلية سيتم تفعيلها للحد من هذه الظاهرة تحديدا؟
- نعم، رمي السجائر من ضمن القمامة، وهي تسيء لبيئة المجتمع سواء أكان خارج نافذة السيارة، أم في الممرات أم في الأماكن العامة، خاصة وأنه ليس من التحضر ولا الرقي رمي أعقاب السجائر في الشوارع، وقد تحدث عواقب وخيمة، وبالفعل سجلت حالات كثيرة ممن رموا أعقاب السجائر وتم تحرير مخالفة لمرتكبيها.
هل المتجاوزون مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تطبق عليهم مخالفة؟
- من الصعب جدا التثبت من التحايل، خاصة وأن أنواع الإعاقة تختلف من شخص لآخر، أما عن المخالفة فهي موجودة من السابق، وحقيقة أنا أرى تفاعلا من الناس مع ذوي الاحتياجات الخاصة، أما القلة المتجاوزة ذوقيا معهم، فمن الطبيعي أن تطبق عليها المخالفة في حال ثبتت عدم إعاقته واستخدام المرافق المخصصة بالتحايل وغيره.
ضمن أي مخالفة تصنف الذوق العام تخطي السيارات دون مبالاة بالأرواح، إضافة إلى ذلك الفئات التي تستخدم قوتها في الانتقام من قائد سيارة أخرى بتعريضه للخطر؟ وماذا عن المتسببين بالإزعاج عبر أبواق السيارة لتعجيل المرور من خلالهم؟
- بالنسبة لتخطي الطوابير سواء أكان بالمشي أم بالسيارة كلاهما يعتبر ضمن مخالفات الذوق العام، وفي الأساس نظام المرور يخالف من يتخطى الطوابير وحتى من جهة اليمين، ومن يقف بشكل عكسي، وبالعودة للقوانين التي وضعت من قبل الدولة فهي جميعها ذوقية، وتصب في مصلحة الذوق العام، في التعامل بين الناس واحترام الآخرين، أما بالنسبة لأبواق السيارة فهي تصنف ضمن الإزعاج في حال لم تكن لضرورة، خاصة وأن بعض السائقين يفرط في ذلك، وعلى إثر ذلك لدينا برنامج تحت مسمى «القيادة بالقيم» سنعيد إطلاقه - بمشيئة الله-، ومن ضمنها الصبر، التسامح، الانضباط، الاحترام، ولو طبقت في قيادة السيارة فلن يتعرض قائدو المركبات لمثل هذه التجاوزات، والهدف المستجد في البرنامج تقديمه بلغات مختلفة، عبر رسائل مواقع التواصل الاجتماعي وعبر انفوجرافيك مبسط يشرح هذه الآلية، كذلك عبر الرسم الكاريكاتيري بما يسهل على المتلقي وصول قيمة وهدف بصورة معبرة، باللغات العامة المفهومة العربية والإنجليزية والأوردو، وكانت لنا تجربة سابقة في أحد المساجد بأن وضعنا لوحة تعبيرية للائحة بالعربية والإنجليزية والأوردو.
أما من يستخدم قوته في الانتقام من قائد سيارة أخرى فتطبق عليه أنظمة المرور.
سيارات الإسعاف
البعض يتخطى الصفوف ويتجاوزها بسيارته، للعبور بسرعة دون احترام، وتحديدا التي تستغل تخطي سيارات الإسعاف الإشارة، ما رأيكم بمثل هذه المواقف التي نشهدها في الوقت الحالي؟
- هذه الفئة أصدرت عليها عقوبة من قبل المرور، وخصوصا من يستغل الوضع بعبور سيارات الإسعاف، فإذا تبين أن الشخص المتعدي ليس من ذوي المصاب في سيارة الإسعاف، وذلك بالتثبت من خلال الكاميرات المضمنة في الشوارع والإشارات، التي توضح طريق تنقله فقد يواجه عقوبة صارمة، وأيضا التجاوز عن طريق الكتفين اليمين أو اليسار.
المخالفة الأخيرة فيما يخص تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، نجد بعض قضايا التحرش التي يتم فيها توثيق الواقعة عبر كاميرات المكان الذي تمت فيه، من ثم يتم نشر الفيديو بطريقة أو بأخرى، هل تعتبر مخالفة النشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، هي ذات العقوبة المحددة والمنصوص عليها في اللائحة؟
- هذا يرجع لطبيعة النشر، اللائحة تلزم بغرامة قيمتها 1000 ريال، أما إذا تم نشر محتوى يضر بأشخاص آخرين، كالتصوير في المحاكم وما يأتي ضمنها فالعقوبة في هذه الحال يتم البت فيها من قبل النيابة العامة، لكونه تعديا على حرمة الآخرين، والتشهير بهم.
هل هناك تصنيفات معينة للمخالفات المرصودة على المرأة؟ وما المخالفات التي تم التركيز فيها على الجانب النسوي؟
- الكثير من الناس يتساءل عن عدم وجود بنود في اللائحة تعنى بمخالفات المرأة، ولكن بالعودة لأحد أنظمة اللائحة الذي ينص على خدش حياء الذوق العام، وهو يعنى بالمرأة والرجل بشكل عام، حيث إن تصرفات المرأة تحكمها عادات وتقاليد المجتمع، وعن المتاح للنساء من السياح فقد نصت اللائحة على لباس معين لهن شريطة أن يكون ساترا، أما المواطنات فمن الطبيعي أن تطالب باللباس المحتشم الذي يتوافق مع الهوية الوطنية السعودية، فمن غير المقبول مشاهدة امرأة أو شابة سعودية تخرج بلباس غير ساتر في المملكة، حفظا وكرامة لها، ولتقليل نسب التحرش بها، لعدم ضمان جميع الأشخاص الحاضرين للفعالية أو المكان الذي تتواجد به.
ما الحد الذي نصت عليه الذوق العام في سياق الانفتاح للمرأة؟
- أنا أرى أنه من الأفضل ارتداء المرأة ما يتطابق مع الهوية الوطنية، وما يتطابق مع مكانتها كأخت، وابنة، وزوجة وأم، حيث إن احترامها لذاتها هو احترامها للجميع، لذلك تجنبا لانتشار الفتنة ودرءا للمفاسد فمن الأفضل تمييزها باللباس الرسمي، لا توجد لائحة تم تحديدها للمرأة، وإنما لائحتها هي هوية الوطن، لكون المرأة السعودية لها هويتها، ولها حضورها بتعليمها، ثقافتها، أمومتها، وتربيتها الأصيلة، وهي أساس من يزرع الذوق في الأبناء، فأنا أعتقد إذا نظرت المرأة السعودية لجميع هذه الأساسيات فسيكون لديها جميع مقومات الذوق في لباسها.
الفترة القادمة
هل هناك مخالفات وجزاءات مستحدثة تقوم الذوق العام على آلية طرحها في الفترة القادمة؟
- أنا أتوقع أن اللائحة لن تغلق بعد، وأي نظام في أي مكان في العالم هو قابل للتطوير، وقابل للإزالة والإضافة بما يحدث في المجتمع، خاصة وأن كل خمس سنوات من الطبيعي أن يتغير فيها المجتمع بجوانب معينة، وهذه القوانين وضعت للتغيير، للتطوير وأيضا للإزالة، وبذلك أتمنى أن هذه اللائحة بعد مرور خمس سنوات لا نحتاج لتطبيق أي مخالفة ضمنها، وأن نكون تجاوزنا هذه المرحلة، خاصة وأن المملكة لديها البناء والتطور والرؤية، ولا ينقصنا أي عنصر لترك هذه السلوكيات غير المرغوب فيها، والتي لا تمثلنا، - بمشيئة الله- سنرتقي بذوقنا وسنواكب بناء الإنسان والمجتمع، وفي حال استدعى الأمر استحداث أنظمة ولوائح جديدة فستكون بناء على وقائع معينة.
هل لكم مشاركات في «موسم الشرقية»؟
- حقيقة في الوقت الحالي نسعى للمشاركة في الموسم لحين التواصل مع الجهة المختصة، وقد أعددنا خطة وأفكارا نوعية للتواجد في الموسم، حيث نسعى لوضع لائحة للذوق العام في جميع فعاليات الموسم، كما نقوم على تجهيز فكرة ولكنها تعتمد على الداعمين وهي «حديقة الذوق»، التي ستكون كمتحف مصغر يشرح مفاهيم الذوق للجميع، حيث ركزنا من خلال الفكرة على النشأة، لأن النشأة توضح ما وصلنا إليه منذ بدء تعميم اللائحة.
كما سنوضح معايير زوار الفعاليات في الموسم، كأساسيات لاحترام الذوق العام في زيارة هذه الأماكن، من خلال اللباس، السلوكيات، اللفظيات، حيث إن الهدف الاستمتاع بالفعالية ذاتها وعدم التعرض لأي عارض يسيء للذوق العام.