توجد في سريلانكا لغة البواري تستخدم للتنبيه قبل التجاوز والشكر وحتى طلب عدم التجاوز في حال كان هناك عائق. لغة الجسد أثناء القيادة والتواصل البصري بين مستخدمي الطريق أمر لاحظته بكثرة. ففي أجزاء من الثانية ترى التفاوض لتحديد من له أحقية السير.
عند التنقل من العاصمة كولومبو إلى منطقة كاندي لا ينقطع الطريق من المحلات الصغيرة ذات البضائع المختلفة، جميعها منسق بعناية وكأن واجهات المحلات لوحات فنية.
طوال الطريق تستشعر بالحيا، وترى لوحات غنية من التعاملات بين الناس بالشارع والبيوت الملونة ولمحات من الطبيعية الغنية خلفها.
أعتقد أنني رأيت في سريلانكا أكبر عدد من الابتسامات. شعبها لطيف وبشوش وسمح وأخلاقياتهم عالية ولديهم عزة نفس وكرم. ونحن باتجاه بحيرة سيباوات في أعلى أحد التلال تجاوزنا شلالا لم أكن أعلم عنه مسبقًا. فقال سائق التكتك إننا نستطيع المرور عليه في طريق العودة. عندما عدنا اكتشفت أن النقد الذي أحمله ليس كافيا للدخول وهو مبلغ زهيد لذا قلت إننا سنتجاوز المكان. لم يرض حتى أخبرته بالسبب وحينها توقف دون أن يعلمنا عن سبب توقفه. توقف عند محل وتسلف المبلغ من صاحبه الذي لا يعرفه ليؤمن دخولنا. وتعذر أنه لا يملك المبلغ نظرا لصرف جميع ما يملك لتعبئة الوقود. تعددت مواقف الكرم وعزة النفس ولا مكان هنا لذكرها، ولكن كان لها الأثر البالغ في نفوسنا، فالشعب السريلانكي جدير بالاحترام والتقدير.
في الدول الغربية عند زيارة الأماكن السياحية تجد نفسك جنبًا إلى جنب مع جنسيات مختلفة من حول العالم، وقد لا تختلط بسكان البلد أبد. بينما غالب الناس في سريلانكا هم من أهل البلد وهذا شيء جميل ويعطي لمحة حقيقية عن الشعب في محيطه.
ما زلت استكشف سهولها وجبالها، وما زلت أنبهر بهذه الجنة على الأرض، لدرجة أنني قررت أن أنقلها إلى أعلى قائمة السفر، وتصنيفها من البلاد التي يمكن تكرار زيارتها.