ففي محافظة بقيق جاء مهرجان سفاري بقيق في عامه الرابع هذا العام مختلفا بشكل أكثر تميزا وحضورا، من خلال خمس وخمسين فعالية في شكل جعل عدد الزوار في يوم واحد يتجاوز الخمسة والعشرين ألف زائر، حيث وضع هذا المهرجان بقيق على خارطة المواقع السياحية بالمملكة، فقد كان لدى الزوار فرصة لتجربة الحياة الصحراوية بتخصيص مضارب برية للأسرة ومسابقات، مثل شبة النار وتجربة ركوب الخيل والإبل ومسابقة الصيد بالطيور والتقاط الأوتاد وتاريخ القهوة والخيمة الثقافية، كما تم أيضا استضافة الكثير من الشعراء المميزين ومشاركة دول عربية كالمملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عمان الشقيقة، ومشاركة الكثير من الأسر المنتجة التي خصصت لهم أماكن معدة لعرض منتجاتهم وبيعها، وما أذهلني حقا وجعلني أشعر بفخر كبير هو تخصيص مكان مخصص، يستعرض فيه تاريخ أرامكو في المملكة العربية السعودية ومراحل تطورها، واستخراج النفط موثقا ذلك بلوحات قديمة التقطت من أيام الثلاثينات والأربعينات والخمسينات الميلادية من الظهران وبقيق والدمام، تقف أمام تلك اللوحات بكل فخر وتأمل حتى أنه يخيل إليك أنك عشت كل تلك المراحل والحياة بكل تفاصيلها العظيمة في تلك الفترة، وحسب إحصائية المهرجان فقد بلغ إجمالي عدد الزوار حتى وقت كتابة هذا المقال إلى 230 ألف زائر.
وأما على مستوى محافظة النعيرية فكان مهرجان ربيع النعيرية، إذ تعد النعيرية عاصمة الربيع كما يحلو للبعض تسميتها فهي ملتقى ومتنزه لأهل المنطقة بشكل خاص والمملكة ودول الخليج المجاورة بشكل عام، فالتخييم والاستمتاع بالأجواء الشتوية نكهة خاصة أو العرس الشتوي كما يطلق عليه البعض، هذا المهرجان والذي يقام للعام التاسع عشر على التوالي، شارك فيه الصقور الخضر التابعون للقوات الجوية الملكية السعودية، والذين قدموا عروضا جوية مبهرة طيلة الأيام العشر هي عمر أيام المهرجان، إضافة إلى أنه جمع ما بين التراث والحضارة، حيث وجدنا عازف الربابة وعروض الخيل والإبل ومقاهي شعبية يعزف فيها الموسيقى الحديثة، وكذلك حديقة الطيور الناطقة ومدينة الألعاب الكهربائية المتكاملة للطفل وغيرها الكثير، وقد سجل إقبالا مميزا إذ تجاوز الحضور في أحد الأيام 36 ألف زائر، وما وصول أعداد زوار في مهرجانات كبقيق والنعيرية إلى هذا الرقم إلا دليل أن الزائر وجد ما يدعوه للزيارة عدة مرات، ويصطحب أهله وأصدقاءه ويستمتع بالأجواء وما يقدم له، وما ذلك إلا رافد لا يستهان به من روافد الاقتصاد المهمة لبلادنا، ودليل آخر على أن التراث والأصالة جزء لا يتجزأ من تاريخنا وموروثنا، وستظل ذلك إلى أن يشاء الله.