يفتح طلابنا أعينهم اليوم على طاقة جديدة وآمال واعدة لاستكمال سقيا ما زرعوه في بداية العام الدراسي الأول، وذلك بعد انقضاء الجزء الأول من الدراسة والوقوف على أعتاب الجزء الثاني والأخير؛ مما يتطلب الجهد الأكبر والعزيمة القوية للحفاظ على إنبات تلك البذور بالشكل الصحيح الذي يجعلها تطرح ثمارها في نهاية المطاف، كي يجني الطالب بعد هذه الرحلة الطويلة ثمرا جنيا، ليكون بذلك قد حصل على مبتغاه وتقدم خطوة نحو المستقبل الذي رسمه لحياته العملية، وشارف على تحقيق طموحه في أن يكون فعالا في المجتمع، وأحد المساهمين في رفع عجلة التنمية وبسط نفوذ التطوير على جميع الأصعدة في بلد الرؤية.
للمملكة جهود بارزة في دعم التعليم ومحاربة الأمية، إذ كان هذا الاهتمام منذ باكورة نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، كما أن العديد من المنظمات الدولية استشعرت ذلك من خلال منحها المملكة العديد من الجوائز، التي تبرهن للعالم مدى ذلك الحرص السعودي على التعليم وإنارة العقل البشري، فقد حصلت المملكة على سبيل المثال لا الحصر على جائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية عام 1996م، وجائزة توم العالمية لمحو الأمية عام 1998م، واستمرت تلك العناية حتى عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، فقد توسدت وسائل الإعلام وسماء الاختراعات والمناصب العليا العديد من الأسماء السعودية، فمن الأمثلة على صعيد الأفراد كان المخترع خالد عطيف، والذي فاز بذهبية عالمية وسجل رقما قياسيا صعبا في عالم الاختراعات بعدما اخترع جهاز الإحساس بالألوان، الذي يساعد المكفوفين على تحديد الألوان بواسطة الإحساس، أما على صعيد المؤسسات والجامعات فقد حققت جامعة البترول والمعادن السعودية قفزة كبيرة في مجال الابتكار، فقد صعدت للمرتبة الرابعة عالميا لعام 2018م في براءة الاختراعات، مما يجعلنا نجوب العالم فخرا بما نحن عليه من قدرة عقلية، امتزجت بدعم حكومي قد يغبطنا عليهما الكثير من الذين يفتقرون لذلك.
شواهد كثيرة وأمثلة عديدة لو استخدمها طلابنا اليوم وقودا لحماسهم وآمالا لصبرهم وجهدهم، الذي لن يهدر إن أحسنوا الصنيع لأصبحوا في الغد نبراسا في سماء المعرفة بشتى مجالاتها، ولجعلتهم الأجيال القادمة شواهد وأمثلة لها لتحتذي بهم، وترتكز على قدرتهم ومكانتهم التي وصلوا إليها. فمن الجميل جدا أن تكون أيها الطالب المجتهد صاحب فضل على من سيأتي بعدك، من خلال ما أثرته فيه من حماس ورغبة في أن يصل إلى ما وصلت إليه من مكانة ومعرفة جعلت منك اسما لا ينطفئ، وتتمنى لك مملكتك التوفيق والسداد في شق الطريق، الذي قد يكون متعبا في بدايته، ولكنه سيبقى يحمل اسمك حتى بعد أن تغادر هذه الدنيا، ليسلكه من سيليك ويذكرك بالخير.
11Labanda@