يجيء قرار تدريس اللغة الصينية بمدارس المملكة بشكل رسمي وتجريبي مع بداية الفصل الدراسي الثاني اعتبارا من يوم أمس حيث يبدأ سريانه في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية أربع منها بالرياض واثنتان في جدة واثنتان بالمنطقة الشرقية، ويمثل المرحلة الأولى من خطة وزارة التعليم لتدريس تلك اللغة على نطاق أوسع لتشمل الطالبات أيضا، يجيء هذا القرار المنطقي انطلاقا من اتفاق المملكة والصين في شهر شباط من العام المنفرط على وضع الخطة المناسبة لإدراج اللغة الصينية في جميع المراحل التعليمية والتعليم الجامعي بالمملكة كخطوة رائدة لدعم كافة مسارات التعاون القائمة بين الرياض وبكين وتعزيز علاقاتهما المشتركة وتجذيرها.
ولا شك أن القرار يرتبط بشكل جذري ومباشر بالمستويات الرفيعة من علاقات الصداقة التي تربط البلدين، وهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ، كما أن القرار من جانب آخر يجيء كترجمة حرفية لما تمخضت عنه زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لبكين، حيث تم خلالها التوقيع على سلسلة من مذكرات التعاون والشراكات بين البلدين، وهي خطوة تستوجب وقوف أبناء المملكة على لغة هامة سوف تؤدي إلى تدعيم سبل التعاون بين البلدين الصديقين لاسيما أن الصين تمثل في الوقت الراهن قوة اقتصادية عظمى يهم المملكة أن ترتبط معها بسلسلة من الشراكات الإستراتيجية الحيوية.
المملكة تنظر إلى مسافات بعيدة قادمة لاستثمار علاقاتها بالصين بأشكال إيجابية ومثمرة لاسيما أن علاقة المملكة بهذا البلد الصديق قديمة للغاية تذكر سكان الجزيرة العربية بحجم التبادل التجاري القديم بينهم وبين تجار الصين، كما أن إدراج اللغة الصينية في مناهج التعليم بالمملكة يتلاقى مع المصالح المشتركة للبلدين من جانب، ويتلاقى من جانب آخر مع الطموحات النهضوية الكبرى التي تضمنتها رؤية المملكة الطموح 2030.
وتلك طموحات تصب في روافد تنويع مصادر الدخل وتوفير الوظائف والمساكن لبناء المملكة بما يعني أن تعميق وتجذير العلاقات بين الرياض وبكين سوف يخدم تلك الطموحات الواثبة بحكم أن الشراكات الموقعة بين البلدين لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية سوف تعود بخيرات كبرى على مصالح البلدين الصديقين، ومن ثم فإن قرار إدراج تدريس اللغة الصينية بمدارس المملكة وجامعاتها سوف يدعم مسيرة تلك الطموحات التنموية القائمة على ترسيخ مبادئ التعاون السعودي الصيني بمختلف مناحيه واتجاهاته المثمرة.
[email protected]