في الأسبوع الماضي، نشر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريره السنوي للمخاطر العالمية، وهو أحد أكثر الحالات تشاؤماً على الإطلاق، مع خبراء عالميين قلقين بشأن تسارع الأضرار البيئية ونقاط التوتر السياسية المحتملة في العديد من أنحاء العالم. وسيمثل المملكة وفد رفيع المستوى إلى الاجتماع، برئاسة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، مع حوالي 55 شخصية بارزة. وتشمل الوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين من الصناعة والمالية والاقتصاد، بالإضافة إلى العديد من المشاركين السعوديين الآخرين الذين يحضرون للاجتماعات الثنائية وأدوار الدعم، وكذلك التواصل الأسطوري للحدث.
يشهد منتدى دافوس العالمي حضورا سعوديا لافتا بين وفود دول العالم، إذ يبدو لنا وللجميع أن الرأي السعودي وتجارب المملكة كانت بارزة لدعوة المسؤولين السعوديين في مجالات اقتصادية وتنموية مختلفة، تضمنت عددا من الوزراء والرؤساء التنفيذيين في الأجهزة الحكومية والخاصة، وساهم مشروع الممملكة الطموح «رؤية 2030» في تسريع وتيرة التقدم التنموي، والوصول لمستويات عالية من مستهدفات مشروع التحول في المملكة العربية السعودية.
ونجد أيضاً أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وWEF نمت مع تسارع إستراتيجية الرؤية 2030 الطموح للمملكة. وفي وقت لاحق من هذا العام كذلك ستستضيف الرياض اجتماع WEF، تحت راية مركز الثورة الصناعية الرابعة وتتركز الأنظار حول المملكة العربية السعودية، ويتجه فيه انتباه العالم نحو المملكة، حيث تتولى حاليًا رئاسة قمة مجموعة العشرين 2020، حيث تعتبر المملكة ثالث أقوى اقتصاد في العالم، وأيضاً تؤكد المملكة من خلال (دافوس) على موقعها الريادي في دعم الشباب، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضًا تمد دعمها لشباب العالم من خلال مشاركة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك) في المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث وقعت المملكة العربية السعودية والمنتدى في عام 2019 مذكرة تفاهم تهدف إلى وضع إطار للتعاون في مختلف المجالات على المستوى العالمي، وتعتزم مواصلة تفعيل وجودها لتحقيق أهداف عالمية مشتركة لمواجهة التحديات. المملكة العربية السعودية الدولة المؤثرة عالميا وعلى كافة الأصعدة، بالتعامل مع الأزمات والتفوق العسكري والتأثير السياسي والاقتصادي الكبير، والسرعة في تشكيل وتقوية التحالفات الدولية، بالإضافة إلى القدرات الاقتصادية الضخمة التي تتمتع بها المملكة، وما شهدناه كذلك من ارتفاع في نسبة الاستثمارات الأجنبية في المملكة بنسبة 54% خلال العام 2019 مقارنة بالعام 2018، حيث ارتفع عدد الرخص الجديدة بمجموع 1130 شركة.
وعلى عكس المشاركة القوية من المملكة العربية السعودية، انسحبت إيران تمامًا من الاجتماع بسبب التوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة بعد مقتل قاسم سليماني بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين 20، بأن الوزير محمد جواد ظريف، تراجع عن المشاركة في منتدى الاقتصاد العالمي في «دافوس» الأسبوع الجاري.
إيران لم تعد تجد لها مكاناً اقتصادياً وسياسياً واضحاً عالمياً، حيث يواجه اقتصاد إيران الأحداث الأسوأ منذ 35 عاماً بنسبة انكماش 9.5%.