المسيرة نحو الحلم عمل دؤوب نحو المستقبل يتأكد يوما بعد يوم، ها هي السعودية اليوم تتقلد رئاسة مجموعة العشرين العالمية وسوف تستمر رئاستها حتى نهاية نوفمبر 2020 بما يتوافق مع انعقاد قمة الرياض يومي 21-22 نوفمبر 2020 ، وتعتبر مجموعة العشرين أقوى وأكبر تجمع اقتصادي عالمي، حيث تأسست مجموعة العشرين في عام 1999 كمنتدى يعنى بعشرين دولة وتعد هذه الدول بمثابة ثلثي سكان العالم وتمثل 80% من مجموع التجارة في العالم فضلا عن أنها تمثل مجموع أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام، وتضم قائمة دول مجموعة العشرين إلى جانب السعودية كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين والهند وإندونيسيا وأستراليا وفرنسا والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا وتركيا وكوريا الجنوبية وكندا وإيطاليا والأرجنتين، وأيضا مشاركة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، وبذلك تشارك السعودية تلك المجموعة الاقتصادية من أجل تحقيق التعاون العالمي استكمالا لجهود اليابان من خلال رئاستها السابقة للمجموعة، وقد أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على سعي المملكة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل، وأن المملكة سوف تلعب دورا محوريا بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، وأنها سوف تسعى إلى إيضاح الرؤى حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال سعيها الدائم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر اغتنام الفرص للقرن الواحد والعشرين، حيث تمكين الإنسان لتحقيق الازدهار وتوسيع فرص العمل، أيضا الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز التعاون لاستقرار الأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة، وأخيرا تشكيل آفاق جديدة لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي، وهنا نجد أن الحلم السعودي يتحقق شيئا فشيئا، فقد عزمت المملكة من خلال رؤيتها 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- على التحول إلى الاقتصاد المتنوع المتطور غير المعتمد على النفط وها نحن الآن نخطو خطوات استباقية في عالم الاقتصاد والصناعة والتجارة، وبتقلد المملكة رئاسة مجموعة العشرين فهي أصبحت اليوم محورا وبوتقة للإرهاصات العالمية في عالم الاقتصاد حيث طرح كل القضايا الاقتصادية العالمية وتجميع كافة وجهات النظر الدولية، وكذلك عقد اللقاءات والمناقشات مع المؤسسات والدول والمنظمات الدولية المعنية على مستوى العالم مثل منظمة التجارة العالمية ومجموعة البنك الدولي وغيرها، وفي إطار هذا السياق سوف تعقد المملكة خلال الفترة القادمة مجموعة من الاجتماعات والمؤتمرات التي تناقش قضايا الشباب والعمال والمرأة والمجتمع المدني والعلوم والأعمال والمجتمع الحضري، وعليه فقد أصبحت المملكة اليوم فاعلا وشريكا حقيقيا لبناء مسيرة التنمية في العالم، حيث طرح القضايا المفصلية في الاقتصاد في عصر التكنولوجيا والتطورات في عالم المعرفة.