هكذا عرفناهم وهكذا عرفوا بمكارم الأخلاق. والتحلي بمكارم الأخلاق نعمة عظيمة من نعم الله على عباده، وقال أهل العلم: إن صاحب الخلق له أخلاق أرق من النسيم وأعذب من السلسبيل، لا يعاتب على الهفوة ولا يؤاخذ بالجفوة، يتودد إلى البعيد والقريب، يقابل الناس بالابتسامة ويعاشرهم بالحسنى، هادئ الطبع لا تستفزه المؤثرات، لا ينتقم لنفسه حليم على الجاهل، لا يعرف الغضب على وجهه. وهكذا عرف المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز ببشاشة وجهه وابتسامته الدائمة على وجهه. التحلي بالأخلاق يحبه الله -سبحانه وتعالى- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويكره سفاسفها) وإن أعظم ما يدخل الجنة حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (أعظم ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق).
كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أحب الناس وأقربهم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة (إن من أحبكم إلي وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
ومن مكارم الأخلاق التي تحلى بها سمو الأمير في هذا الموقف هو الرفق بالفتاة، عندما شاهدها متلعثمة وهى تقول كلماتها التي تأثر بها كل الحضور، وقد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الرفق أن تسير بالناس حسب أوامر الله ورسوله وأن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالناس ولا تشق عليهم في شيء.
وهذا الخلق العظيم الذي تحلى به سمو أمير منطقة عسير مع الفتاة وقال كلمته وتم تعيينها بالإمارة ليسمع صوتها طوال السنة، أقول هنيئا لك سمو الأمير هذا الخلق العظيم.
وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه).
[email protected]