الرفعة الشمالي أو كما يسميه القدماء «الفريج الشمالي»، يقع وسطه شارعان شهيران في الأحساء «شارع المدير، وشارع الحداديد»، وهما الحدود الجغرافية لسوق القيصرية، ما أعطى للموقع أهمية بالغة، وفق الأحداث والحكايات التي يرويها المؤرخون للأحساء.
» أيقونة تراثية
«شارع الحداديد»، تم تطويره لتقف في بدايته بوابة القيصرية شامخة كمعلم كبير، وأيقونة تراثية، إضافة إلى تطوير كامل الشارع بهوية شعبية قديمة، بينما ظل شارع «المدير»، الذي يخترق حي الرفعة الوسطى في مدينة الهفوف، دون هوية أو تطوير، مترامية بين جنباته ساحات ومبان متهالكة.
» تاريخ وقصص
شارع المدير يحمل تاريخا وقصصا ورموزا، تعددت فيه الأسماء على مرور الزمن، فمنهم من أطلق عليه شارع الخباز، وشارع العيش، وشارع الأسطوانات، لكن يبقى الاسم الشهير «شارع المدير».
» أسماء مختلفة
الخبازون هم من نالوا الاسم الأول له، فكان يضم 5 من خبازي التنور الحساوي، ليعقبهم أول مدير شرطة للأحساء في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -، وهو سالم شوقي، الذي اختار شارع الخباز، الذي كان يعد أهم شوارع الهفوف في بداية فتح الملك عبدالعزيز للأحساء ليكون مقرًا لسكناه، ثم أطلق سكان القرى الشرقية ومزارعوهم على هذا الشارع شارع العيش، إذ كانوا يجلبون إنتاج حقولهم الزراعية من العيش الحساوي ليعرضونه للبيع، أما اسم شارع الأسطوانات فأطلقه محبو الفن الشعبي الذي كان يعج به هذا الشارع.
» مبان مهجورة
وقال «أحمد راضي»، أحد سكان الحي: «نحن سكان حي الرفعة وبجوار شارع المدير، نعاني من وجود مبان مهجورة، وأخرى آيلة للسقوط، في الوقت الذي تحول العديد من المنازل لسكن للعمال، ما يثير مخاوف العوائل القاطنين داخل الحي».
» تشوه بصري
وذكر المواطن «هشام الحسين» أن شارع المدير بحي الرفعة، وعلى الرغم من أهميته التاريخية والتقائه بسوق القيصرية، إلا أنه يعاني نقصًا في الخدمات والتطوير، ولعل عنوانه التشوه البصري، وعشوائية المحال التجارية القديمة، ووجود مبان وساحات تحتاج إلى إعادة تأهيل وتطوير.
» خطة تطويرية
في الوقت نفسه، أكد المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل، أن وسط الهفوف التاريخي، ومنه حي الرفعة، يأتي ضمن أولويات الخطط التنفيذية لمشاريع تطوير وسط الهفوف التاريخي، و«شارع المدير» سيكون ضمن الخطة التطويرية ضمن منظومة مشاريع التطوير.