في ضوء التطورات في السوق البترولية العالمية في أعقاب التأثيرات المحتملة بعد انتشار وباء فيروس كورونا في الصين على الاقتصاد العالمي بما في ذلك التأثير بشكل مباشر على توازنات أسواق النفط، ورغم ثقة المملكة المطلقة بتمكن الحكومة الصينية والمجتمع الدولي في القضاء على ذلك الوباء إلا أنها في ذات الوقت تمتلك من الإمكانات والمرونة ما يدفعها لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية اللازمة لمواجهة هذه الأزمة وصولا إلى تحقيق أقصى الغايات التي تصب في روافد استقرار أسواق النفط، وقد عرفت المملكة تطبيقا لنهجها الثابت بدعم تلك الأسواق تحاشيا لظهور أي هزة قد تؤثر على اقتصاديات دول العالم، وهو نهج حكيم كان ولا يزال له الأثر الفاعل في تجنيب الدول المستهلكة لكثير من الأزمات.
من جانب آخر، فإن ترحيب المملكة بالتعاون المثمر من قبل الهيئة العامة للاستثمار من خلال شراكتها الفاعلة مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «اونكتاد» انعكس على توجهات القمة العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر المقرر انعقادها في شهر أكتوبر المقبل بالرياض، حيث تعقد هذه القمة لأول مرة في الشرق الأوسط ويجتمع فيها 250 مشاركا من أهم خبراء وصناع القرار الدوليين، ولهذه القمة أهميتها في ظل توجهات العديد من الدول لعقد سلسلة من الشراكات المؤدية إلى التكامل الاقتصادي المنشود وتحقيق المصالح المشتركة لكافة دول العالم.
وتسعى المملكة وفقا لرؤيتها الطموح 2030 إلى رسم خطط فاعلة وعملية من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، وقد حققت في هذا المجال أشواطا بعيدة أدت إلى ثقة دول العالم في اقتصاد المملكة المتصاعد، وليس أدل على ذلك من دخول أكثر من 1130 شركة أجنبية في الأسواق السعودية خلال العام المنفرط بزيادة قدرها 45 بالمائة عن العام 2018 بما يؤكد نجاح عمليات الشراكة التي وقعتها المملكة مع كبريات دول العالم كخطوة واثبة لترجمة رؤيتها المستقبلية والنهوض باقتصادها.
ولا شك أن المملكة بانعقاد تلك القمة العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر تؤكد من جديد سعيها الدؤوب لتنويع مصادر دخلها من خلال سلسلة الشراكات الموقعة، ومن خلال ما سوف يستجد في أعقاب هذه القمة من نتائج تستهدف حرص المملكة على زيادة وتيرة الاستثمارات الأجنبية فوق أراضيها بما يعود مردوداتها الإيجابية على المملكة وعلى كافة الدول المستثمرة، والاقتصاد السعودي بأوضاعه القوية يخول دول العالم للدخول في استثمارات طويلة الأجل مع المملكة سوف يكون لها آثارها الكبرى في دعم الاقتصاد العالمي من جانب والنهوض بالاقتصاد السعودي إلى مستويات رفيعة وغير مسبوقة من جانب آخر.
[email protected]